في خطوة مفاجئة وقوية، يرسل نادي ليفربول رسالة شديدة اللهجة إلى منافسيه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى رأسهم آرسنال ومانشستر سيتي، معلنًا عن نيته ليس فقط المنافسة، بل الهيمنة على الألقاب في الموسم الجديد.
وتأتي هذه الرسالة عبر أربعة قرارات استراتيجية ترسم ملامح حقبة جديدة مرعبة في "أنفيلد"، وتؤكد أن "الريدز" قادمون بقوة للمنافسة على كل الجبهات، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا.
غلاكتيكوس جديد في "آنفيلد"
بدأ ليفربول ثورته في سوق الانتقالات الصيفية بصفقات من العيار الثقيل، يمكن وصفها بـ "الغلاكتيكوس"، فبعد حسم صفقة الظهير الطائر جيريمي فريمبونغ من باير ليفركوزن، نجح النادي في خطف جوهرته الأغلى، صانع الألعاب الألماني الفذ فلوريان فيرتز، في صفقة قياسية.
هاتان الصفقتان وحدهما تمثلان نقلة نوعية في تشكيلة المدرب آرني سلوت؛ إذ تضيفان بعدا هجوميا وإبداعيا هائلا؛ مما يظهر نية واضحة في بناء فريق لا يُقهر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالتقارير الأخيرة تتحدث عن تحرك ليفربول لضم المهاجم السويدي المتألق ألكسندر إيزاك من نيوكاسل يونايتد في صفقة قد تتجاوز 120 مليون جنيه إسترليني.
هذا الاهتمام الجدي، بالإضافة إلى الأنباء التي تربط النادي بنجوم من طراز رفيع مثل البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو من ريال مدريد، واللذين تحوم الشكوك حول مستقبلهما في "سانتياغو برنابيو"، يظهر القوة المالية والعزيمة التي يتمتع بها ليفربول هذا الصيف.
إن مجرد التفكير في إمكانية وصول لاعب بحجم فينيسيوس أو إيزاك يرسل قشعريرة في أجساد المدافعين في الدوري الإنجليزي.
استهداف نقاط الضعف بدقة متناهية
بعيدا عن الأسماء الرنانة، تتميز استراتيجية ليفربول بالتركيز الشديد على معالجة نقاط الضعف التي عانى منها الفريق في المواسم الماضية.
فبعد رحيل ترينت ألكسندر أرنولد، جاء التعاقد مع فريمبونغ لتعويض هذا الفراغ بقوة هجومية لا تقل شأنًا. كما أن السعي خلف مهاجم صريح من طراز إيزاك يهدف إلى حل مشكلة إهدار الفرص التي كلفت الفريق الكثير.
هذا النهج الدقيق في الميركاتو، والذي يشرف عليه المدرب آرني سلوت، يضمن أن كل يورو يتم إنفاقه يذهب إلى المكان الصحيح؛ ما يخلق فريقا متوازنا وقويا في جميع خطوطه، وقادرا على تطبيق أفكار المدرب الهولندي التي تعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة.
صلاح وفان دايك.. قيادة لجيل جديد
في خضم ثورة التعاقدات، اتخذت إدارة ليفربول قرارا استراتيجيا لا يقل أهمية، وهو الاحتفاظ بالقائدين محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وتجديد عقديهما.
هذا القرار يضمن استمرارية الخبرة والقيادة داخل غرفة الملابس، حيث سيكون على عاتق النجم المصري والقائد الهولندي مهمة نقل ثقافة الفوز والروح القتالية للجيل الجديد من اللاعبين.
إن وجود صلاح وفان دايك كمرجعين أساسيين في مشروع سلوت الجديد يمنح الفريق الاستقرار اللازم لعبور المرحلة الانتقالية بنجاح والتحول إلى قوة ضاربة.
مرشح بارز لكل الألقاب
نتيجة لهذه القرارات المدروسة، يدخل ليفربول الموسم الجديد وهو ليس مجرد منافس، بل مرشح بارز للفوز بكل البطولات التي يشارك فيها، فالفريق يمتلك الآن تشكيلة مدججة بالنجوم والخبرات والمواهب الشابة، ويقودها مدرب طموح يمتلك رؤية واضحة.
هذا المزيج يجعل من "الريدز" قوة لا يستهان بها في الدوري الإنجليزي، وقادرا على إزعاج هيمنة مانشستر سيتي وتحدي طموحات آرسنال.
والأهم من ذلك، أن هذه التعزيزات تجعل من ليفربول منافسا شرسا على لقب دوري أبطال أوروبا، البطولة التي تحمل مكانة خاصة في تاريخ النادي وجماهيره.
وبهذه التحركات القوية، يزلزل ليفربول أركان الكرة الإنجليزية، معلنا عن بداية حقبة جديدة قد تعيد رسم خريطة القوى في إنجلترا وأوروبا.