حقق مدرب الترجي التونسي ماهر الكنزاري الانتصار الأغلى بالنسبة إليه خلال الموسم الجاري وذلك بعدما قاد فريقه إلى الفوز (3 ـ1) على حساب غريمه النادي الإفريقي أمس الأحد في مباراة الجولة 27 من الدوري التونسي للمحترفين.
وبعد أسبوعين صاخبين، أعقبا الخروج من ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا ضد صن داونز الجنوب إفريقي (1 ـ0) ثم (0 ـ0)، وجد الكنزاري نفسه أمام مهمة جسيمة ضد الإفريقي المعزز بجماهيره في ديربي العاصمة تونس.
وتولى ماهر الكنزاري تدريب الترجي في أواخر مارس الماضي، في تجربة هي الثانية في مسيرته، وكانت المهمة الأولى هي تأهيل الفريق لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا لكن المدرب القادم من الملعب التونسي خسر الرهان الأول ووضع نفسه أمام حتمية التدارك لتجنب العزل السريع من منصبه.
ورغم أن الإفريقي كان الفريق المستضيف وصاحب الأرض والجمهور في ديربي العاصمة تونس، فإن الكنزاري نجح في الإطاحة بخصمه الفرنسي دافيد بيتوني وإقصاء الإفريقي تقريبا من المنافسة على اللقب.
وحقق الكنزاري (52 عاما) 3 مكاسب كبرى بفوزه المبهر في الديربي (3 ـ1) في مباراة شهدت مستوى فنيا رفيعا وحقق فيها الفريق الأحمر والأصفر الفوز عدد 59 في تاريخ مواجهات الديربي.
ويورد التقرير التالي أبرز "النقاط" التي كسبها مدرب الترجي على بيتوني، مدرب الإفريقي المعروف بكونه الصديق المقرب، والمساعد السابق للفرنسي زين الدين زيدان في ريال مدريد:
تدارك خسارة 13 مارس
قبل أن يتولى تدريب الترجي التونسي في الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي، كان ماهر الكنزاري يشرف على المقاليد الفنية للملعب التونسي، قبل أن يغادر الفريق بعد أن وصله عرض من الترجي.
وخاض الكنزاري آخر مباراة مع فريقه يوم 13 مارس، والتي كانت من الصدف المثيرة ضد النادي الإفريقي، ليخسر بهدف في الوقت القاتل (1 ـ0).
بعد تلك الخسارة، انتقل الكنزاري لتدريب الترجي، وفي الوقت ذاته استعاد الإفريقي حظوظه في المنافسة على لقب الدوري، لكن مباراة الديربي كانو تقريبا نقطة النهاية لأحلام جماهير الفريق الأحمر والأبيض بعد أن نجح الترجي في الفوز بنتيجة تعتبر كبيرة (3 ـ1) باعتباره الفريق الضيف.
وبتداركه خسارة 13 مارس الماضي، والفوز على الإفريقي، نجح ماهر الكنزاري في استعادة الثقة خصوصا بعد الخروج من سباق دوري أبطال إفريقيا ليبقى الحفاظ على لقب الدوري هو الهدف الأول للفريق.
وكان ماهر الكنزاري جرّد دافيد بيتوني من 6 نقاط كاملة هذا الموسم، إذ هزمه في الجولة 11 من مرحلة الذهاب (1 ـ0) حين كان مدربا للملعب التونسي، وكانت تلك هي الخسارة الأولى للنادي الإفريقي في الموسم الجاري.
الكنزاري لم يكتف بذلك، بل أصبح أمس الأحد أول مدرب يهزم النادي الإفريقي كضيف، ذلك أن الأخير لم يخسر في 13 مباراة، قبل الديربي، وهو مستضيف.
خطوة جديدة نحو اللقب
قطع ماهر الكنزاري خطوة جديدة نحو الفوز باللقب، إذ حافظ الفريق على صدارة الدوري برصيد 59 نقطة بالتساوي مع الاتحاد المنستيري مع أسبقية للفريق الأحمر والأصفر في المواجهات المباشرة.
ونجح الترجي في إزاحة منافس آخر على اللقب، وهو الإفريقي الذي يملك 53 نقطة بعيدا 6 نقاط عن المتصدر قبل 3 جولات من النهاية.
ويحتاج الإفريقي إلى معجزة للتتويج باللقب أو الحلول في المركز الثاني، إذ ينبغي عليه أولا الفوز في مبارياته الثلاث المتبقية أمام النادي البنزرتي ثم النجم الساحلي ومستقبل قابس، مع وجوب خسارة الترجي والمنستيري في مباراتين من أصل 3 مقبلة، وفي الوقت نفسه حصول نتيجة التعادل في مباراة الجولة الختامية للدوري بين الترجي والمنستيري.
وتبدو تلك المعادلة صعبة جدا، وهو ما يؤكد أن الكنزاري، أقصى الإفريقي ومدربه دافيد بيتوني نهائيا من السباق.
وكان المدرب نفسه أكد أمس الأحد بعد الانتصار في الديربي أن "المنافس الوحيد للترجي منذ بداية الموسم لم يكن الإفريقي وإنما المنستيري الذي يستحق الثناء لكونه استمر في المنافسة حتى الآن".
الانتصار الرابع في 4 مباريات للديربي
قبل مواجهة أمس في ملعب رادس، خاض ماهر الكنزاري، وهو لاعب سابق في الترجي، مباراة الديربي ضد الإفريقي 3 مرات كمدرب، حقق في جميعها الفوز وذلك بين عامي 2012 و2013.
وفاز الكنزاري في أول ديربي كمدرب في موسم 2012 ـ 2013 بنتيجة (3 ـ1) وهي النتيجة ذاتها التي حقق بها الفوز أمس.
وبعد ذلك فاز الترجي، تحت قيادة المدرب نفسه، ذهابا وإيابا على خصمه وغريمه التقليدي (1 ـ0) و(1 ـ0)، وأحرز آنذاك لقب الدوري.
ويعد الفوز أمس الأحد الرابع للكنزاري في 4 مباريات كان فيها على دكة القيادة الفنية للترجي، ضد النادي الإفريقي وذلك بجانب فوزه عدة مرات كلاعب.
وخلال مشواره كلاعب، أحرز الكنزاري هدفا للترجي في مباريات الجارين اللدودين، وذلك في موسم 1999 ـ2000 عندما ساهم في فوز الفريق الأحمر والأصفر (4 ـ0).
