مع اقتراب صافرة بداية النهائي المرتقب ضد تشيلسي في كأس العالم للأندية 2025، يتأهب باريس سان جيرمان لمواجهة جديدة، مستندًا إلى موسم استثنائي شهد تحولًا جذريًا في أسلوب اللعب والروح القتالية تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.
لم يعد الفريق الباريسي يعتمد على النجوم الفردية فحسب، بل أصبح ماكينة كروية متكاملة "تلتهم" منافسيها بفضل خمسة مفاتيح أساسية:
1. تيكي تاكا عمودية بسرعة البرق: مزيج إنريكي التكتيكي
لم يستنسخ لويس إنريكي أسلوب الاستحواذ البطيء الذي اشتهر به في برشلونة، بل ابتكر مزيجًا فريدًا يجمع بين فلسفة الاستحواذ والتيكي تاكا، لكن هذه المرة بشكل عمودي وسريع الانتشار في طول الملعب.
يتضح ذلك في سرعة نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، كما رأينا في الأهداف أمام ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية، حيث تم سجل النادي الباريسي في غضون دقائق معدودة.
هذه السرعة والفاعلية تمنح باريس سان جيرمان القدرة على مفاجأة المنافسين واختراق دفاعاتهم المنظمة.
2. الضغط العكسي العالي.. خنق المنافسين في مهد الهجمة
أحد أبرز سمات أسلوب لعب باريس سان جيرمان تحت قيادة إنريكي هو الضغط العكسي العالي والمكثف.
بمجرد فقدان الكرة، ينقض لاعبو الفريق على حامل الكرة في محاولة لاستعادتها في أسرع وقت ممكن في مناطق متقدمة من الملعب.
هذا الأسلوب يمنع المنافسين من بناء هجمات منظمة ويجبرهم على ارتكاب الأخطاء، كما تجلى في العديد من المباريات الأخيرة التي شهدت سيطرة شبه كاملة لباريس سان جيرمان على مجريات اللعب.
3. وحدة الفريق.. الكل يدافع والكل يهاجم بعد رحيل مبابي
رحيل كيليان مبابي، الذي كان يمثل محورًا أساسيًا في هجوم الفريق، لم يكن نقطة ضعف بل كان نقطة تحول.
استغل إنريكي هذا الرحيل لغرس ثقافة العمل الجماعي في صفوف الفريق، الآن، الكل يدافع والكل يهاجم.
يؤكد سيني مايولو، لاعب باريس الحالي، في تصريحات صحفية: "الجميع يركض ويدافع، سواء كان مهاجمًا أو حارس المرمى خلفنا، هذا الالتزام الدفاعي من جميع اللاعبين، بما في ذلك المهاجمون، حول باريس سان جيرمان إلى فريق أكثر توازنًا وصلابة".
4. مرونة هجومية وتحرر تكتيكي.. لا وجود للمهاجم التقليدي
يتميز خط هجوم باريس سان جيرمان الحالي بالمرونة التكتيكية والتحرر من الأدوار التقليدية، لا يوجد مهاجم صريح تقليدي يشغل منطقة الجزاء، بل يعتمد إنريكي على ثلاثي أمامي يتمتع بالقدرة على تبادل المراكز والاختراق من الأطراف والعمق.
هذه المرونة تجعل من الصعب على المدافعين توقع تحركاتهم ومراقبتهم، وتمنح الفريق خيارات هجومية متنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك إنريكي دكة بدلاء قوية تضم لاعبين قادرين على تغيير مجرى المباراة وإضافة حيوية جديدة للهجوم.
5. شخصية إنريكي.. عقلية الفوز التي انتقلت إلى الفريق
عانى باريس سان جيرمان في المواسم الماضية من أزمة في الشخصية القيادية داخل الملعب، خاصة في المباريات الكبيرة.
لكن مع وصول لويس إنريكي، تغير هذا الأمر جذريًا، يمتلك المدرب الإسباني شخصية قوية وعقلية لا تقبل الهزيمة، وقد نجح في نقل هذه الروح إلى لاعبيه.
ختامًا، يبدو أن باريس سان جيرمان تحت قيادة إنريكي قد وصل إلى قمة مستواه قبل ساعات من النهائي.
بفضل مزيجه التكتيكي الفريد، والضغط العالي، والروح الجماعية، والمرونة الهجومية، وشخصية مدربه القوية، يمتلك الفريق الباريسي كل المقومات اللازمة "لالتهام" منافسه القادم وتحقيق اللقب المنشود.
