تبدو مواجهة منتخب مصر أمام ضيفه الإثيوبي مساء اليوم الجمعة، نظرياً سهلة وفي المتناول للفراعنة في الجولة السابعة للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
فوارق التاريخ والخبرة والأسماء تميل بشدة لصالح "الفراعنة" إلا أن نظرة أعمق على واقع المعسكر المصري تكشف عن أربعة مصادر قلق حقيقية، تحول المباراة التي يفترض أن تكون سهلة إلى اختبار محفوف بالمخاطر قد يهدد استقرار الفريق في مستهل مشواره.
1- أداء صلاح المتراجع وصيامه عن التهديف
القلق الأكبر يأتي من النجم الأول، محمد صلاح. فعلى غير عادته، يمر قائد المنتخب بفترة من تراجع المستوى مع ناديه ليفربول، حيث فشل في هز الشباك خلال آخر مباراتين، وبدا تأثيره في الملعب أقل حدة من المعتاد.
هذا الصيام التهديفي، وإن كان قصيرًا، يثير الرعب في قلوب الجماهير المصرية التي تعتمد عليه كليًا لحسم المباريات. فمنظومة المنتخب الهجومية مبنية بالأساس على إيجاد الحلول عن طريق صلاح، وأي اهتزاز في مستواه أو ثقته بنفسه ينعكس مباشرة على فعالية الفريق بأكمله، ويجعله عرضة للارتباك أمام أي منافس منظم دفاعيًا.
2- توهان مرموش وضغط الجماهير
بعد موسم استثنائي في ألمانيا، يمر عمر مرموش حاليًا بفترة "توهان" حقيقية في تجربته الجديدة بالدوري الإنجليزي. الانتقال إلى نادٍ كبير بحجم مانشستر سيتي وضعه تحت ضغط هائل لم ينجح في التعامل معه حتى الآن.
ظهر مرموش بعيدًا عن مستواه، وبدا تائهًا في منظومة لعب فريقه الجديد، وهو ما عرضه لهجوم كبير وانتقادات لاذعة من جماهير ناديه التي كانت تعلق عليه آمالًا عريضة. وصول مرموش إلى معسكر المنتخب بهذه الحالة النفسية والمعنوية المتراجعة يمثل ضربة قوية للخط الأمامي، حيث يُخشى أن يفقد الفريق أحد أهم أسلحته التي كانت تتميز بالسرعة والجرأة والثقة.
3- حالة تريزيغيه السيئة
لا يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لمحمود حسن "تريزيغيه"، عاد للأهلي في كأس العالم للأندية، يعاني تريزيجيه من انخفاض ملحوظ في المستوى منذ فترة، حيث لم يقدم الأداء القوي الذي اعتاد عليه الجمهور، والذي يعتمد بشكل أساس على قوته البدنية وقدرته على المراوغة والاختراق.
غياب بصمة تريزيغيه الواضحة مع ناديه يطرح تساؤلات حول مدى جاهزيته الفنية والبدنية لتقديم الإضافة المرجوة للمنتخب، وهو ما يفقد الفريق لاعبًا جوهريًا على الأطراف قادرًا على خلق الفوضى في دفاعات الخصوم.
4- أزمة الحضري وحسام حسن
بعيدًا عن أداء اللاعبين، يأتي الخطر الأكبر من الأجواء المسمومة التي تحيط بالمنتخب. فالحرب الكلامية التي اندلعت مؤخرًا بين أساطير الكرة المصرية، وعلى رأسهم عصام الحضري وأحمد شوبير وأحمد حسن، بسبب تصريحات "العميد الأصلي" التي استهدفت بشكل مباشر المدير الفني حسام حسن، خلقت حالة من الانقسام والضغط السلبي على الجهاز الفني.
هذه الأزمة نقلت الصراعات الشخصية إلى العلن في توقيت حرج، وهددت استقرار الفريق وتركيزه.
وجود انقسام في الوسط الرياضي وتوجيه السهام نحو مدرب المنتخب قبل مباراة مصيرية هو أمر كفيل بنسف أي محاولة لبناء فريق قوي ومستقر نفسيًا.