في تحول مفاجئ، حسم النادي الأهلي السعودي موقفه رسميًا، معلنًا موافقته على المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي التي ستقام في هونغ كونغ.
وجاءت هذه الموافقة بعد تلقي النادي دعوة رسمية من الاتحاد السعودي لكرة القدم ليحل بديلًا لنادي الهلال، الذي أعلن اعتذاره في وقت سابق بسبب إرهاق لاعبيه.
رغم تردد مبدئي، فإن دراسة شاملة من الجوانب كافة داخل أروقة "الراقي" دفعت الإدارة للموافقة، محولةً ما كان يبدو اعتذارًا متوقعًا إلى فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها.
بعد إعلان نادي الهلال انسحابه المفاجئ من كأس السوبر السعودي، اتجهت الأنظار مباشرة إلى النادي الأهلي السعودي باعتباره البديل المنطقي وفقًا للوائح.
وفي حين بدا أن ضيق الوقت وتداخل فترة الإعداد قد يدفعان الأهلي لرفض الدعوة، جاءت الموافقة الرسمية لتؤكد أن الإدارة رأت في هذه المشاركة فرصة استراتيجية لا تقدر بثمن، وذلك لأربعة أسباب رئيسية غيرت الموقف تمامًا.
1. فرصة ذهبية لبطولة سريعة
تُعد بطولة السوبر فرصة نادرة لتحقيق لقب كبير في بداية الموسم، فبدلاً من خوض غمار دوري طويل ومنافسة شرسة على مدار أشهر، يمكن للأهلي حصد بطولة مرموقة من خلال مباراتين فقط.
مواجهة القادسية في نصف النهائي، ثم الفائز من مباراة النصر والاتحاد في النهائي، هو مسار سريع ومباشر نحو منصة التتويج.
الفوز بلقب السوبر سيعطي دفعة معنوية هائلة للفريق والجماهير، ويضع الفريق في حالة نفسية ممتازة قبل الانطلاق الفعلي للدوري السعودي، وهو ما يمثل إغراءً قويًا يفوق أي اعتبارات تتعلق بالإعداد.
لا يمكن إغفال الجانب المادي المهم للمشاركة في كأس السوبر، تقدم البطولة جوائز مالية مجزية، حيث يحصل البطل على 4 ملايين ريال سعودي، والوصيف على مليونين، بينما يحصل كل فريق يشارك في نصف النهائي على مليون ريال.
هذه العوائد المادية، بالإضافة إلى ما يرافقها من حقوق بث ورعاية، توفر سيولة مالية مهمة لخزينة النادي. وفي وقت حاسم من سوق الانتقالات الصيفية، يمكن لهذه الأموال أن تساهم في حسم صفقات جديدة يحتاجها الفريق لتدعيم صفوفه قبل إغلاق فترة التسجيل بأيام قليلة، مما يجعل المشاركة قرارًا استثماريًا صائبًا.
3. إعداد مثالي للموسم الجديد
كان جدول الأهلي التحضيري يفتقر للمباريات الودية ذات المستوى العالي، ورغم اتفاقه على بعض المباريات، فإنها لا تقارن بقوة ومستوى بطولة رسمية تجمع أفضل أندية المملكة.
المشاركة في السوبر ستكون بمثابة أفضل إعداد ممكن للموسم الجديد، حيث ستضع اللاعبين تحت ضغط تنافسي حقيقي ومبكر، مواجهة فرق بحجم النصر أو الاتحاد في مباراة نهائية محتملة هي أفضل اختبار يمكن أن يخوضه الفريق، مما يرفع من جاهزيته الفنية والبدنية إلى أقصى درجة قبل خوض أولى جولات الدوري.
4. الوقوف على نواقص الفريق النهائية
لا يوجد اختبار حقيقي للفريق أفضل من المباريات الرسمية. ستمنح مباراتا السوبر الجهاز الفني بقيادة يايسله فرصة أخيرة وحاسمة للوقوف على نقاط القوة والضعف في الفريق وتحديد النواقص النهائية قبل إغلاق باب الانتقالات.
الأداء في ظل الضغط العالي سيكشف عن مدى انسجام اللاعبين الجدد مع القدامى، وسيحدد بشكل قاطع المراكز التي تحتاج إلى تدعيم فوري. هذه البطولة هي بمثابة "بروفة" أخيرة تتيح للإدارة التحرك في الأيام المتبقية من الميركاتو لتصحيح أي خلل قبل فوات الأوان.