أحرجه فريق من الهواة.. 4 عوامل عجّلت بإقالة محمد الساحلي من الأفريقي التونسي

لم يصمد رد النادي الأفريقي التونسي على الأنباء الواردة، نهاية الأسبوع الماضي، حول إقالة "مزعومة" لمدربه محمد الساحلي، أكثر من ساعات معدودة لتتأكد القطيعة بين الطرفين بعد أقل من شهر واحد من تعيين الساحلي خليفة للفرنسي دافيد بيتوني على رأس الجهاز الفني للفريق الأحمر والأبيض.

وكانت "إرم نيوز" أشارت، الخميس الماضي، إلى اجتماع عاجل لمجلس إدارة النادي الأفريقي لإقالة محمد الساحلي من مهامه قبل انطلاق الموسم الجديد وذلك نتيجة لعدم الاقتناع بعمله وفلسفته التدريبية فضلاً عن اختلاف في وجهات النظر مع المسؤولين.

 وبعد وقت قصير من رواج أنباء القطيعة، ردّ النادي الأفريقي على تلك الأخبار، نافياً أن تكون إدارة النادي فكرت في إقالة الساحلي، كما هدد الفريق برفع شكوى قضائية ضد الأطراف التي أشاعت خبر الإقالة دون الرجوع إلى المصادر الرسمية للتثبت من المعلومات المتعلقة بالنادي.

وأعلن اليوم الثلاثاء، محمد الشافعي، مستشار المستثمر الأمريكي للأفريقي فيرجي شامبيرز أن النادي قرر، رسمياً، إقالة محمد الساحلي بعد 3 أيام من عودة الفريق من المعسكر الإعدادي الأول في عين دراهم، والذي اختتمه رفاق المدافع الليبي علي يوسف بالفوز في مباراة ودية على فريق أكاديمية الكونغو الديمقراطية.

وينتظر أن يعلن النادي الأفريقي، في الساعات المقبلة، عن إقالة محمد الساحلي، فيما سيتم النظر، في الأيام المقبلة، في مستقبل بقية أعضاء جهازه الفني بمن فيهم مساعده حافظ نواس، فيما أشارت مصادر مقربة جداً من النادي أن الإقالة ستستثني عضواً واحداً من الجهاز الفني وهو مدرب الحراس عادل النفزي.

وتقف 4 عوامل أساسية وراء الإقالة السريعة لمحمد الساحلي من النادي الأفريقي نوردها في التقرير التالي: 

خلافات مبكّرة وإقالة سريعة

كشف محمد الشافعي رئيس اللجنة الإدارية والمالية في الإفريقي والمستشار الأول لفيرجي شامبيرز عن إنهاء خدمات محمد الساحلي بسبب ما ورد منه من تصريحات أمام اللاعبين تضمنت استنقاصاً من مكانة أعضاء مجلس الإدارة.

الشافعي نشر بياناً عبر حسابه على "فيسبوك" قائلاً إن " الخطاب المثير للجدل الذي ألقاه المدرب محمد الساحلي أمام اللاعبين، والذي تضمن انتقادات لاذعة للإدارة وهجوماً مباشراً على أعضاء المكتب التنفيذي كان عاملاً حاسماً في إنهاء خدماته بشكل رسمي".

وأضاف: "طلبت من المكتب الحالي لإدارة النادي عدم المضي في هذه المغامرة مع المدرب الساحلي، وكان هذا موقفي منذ البداية، لن يُستخدم اسمي، ولا دعمي، ولا قربي من أي أحد، ذريعة لزرع الفوضى أو التفرقة".

 وبدا واضحاً أن التصريحات التي ألقاها محمد الساحلي أمام لاعبيه والتي تضمنت اتهامات لمسؤولي الفريق، وفي مقدمتهم فيرجي شامبيرز، ألقت بظلالها على علاقة الساحلي بالأفريقي، ومهدت الطريق نحو إنهاء خدماته بسرعة، وهو ما يكشف بوضوح أن المستثمر الأمريكي هو الذي يتخذ القرارات الحاسمة في النادي، لكنه يخفي أيضاً أسباب وعوامل أخرى تتعدى مجرد الخطاب الجارح للمدرب تجاه أعضاء مجلس إدارة ناديه.

معسكر إعدادي بتقييم ضعيف

أحد الأسباب التي كانت وراء اتخاذ قرار إقالة الساحلي هي عدم اقتناع المسؤولين وحتى عدد من اللاعبين بجدوى عمل محمد الساحلي منذ الأيام الأولى للمعسكر الإعدادي الذي شهد الكثير من الخلافات لعل أولها مدة المعسكر التي كانت في البداية أسبوعاً واحداً، ولكن المدرب أصر على إضافة 3 أيام بعد أن تعرض لانتقادات حتى من بعض اللاعبين في الفريق ومن المتابعين، لكونه لم يبرمج أية مباراة ودية.

ورغم أن الكثير من الأندية تجري، أحياناً، معسكراتها الإعدادية دون أن تتضمن بالضرورة مباريات ودية، فإن الساحلي لم يقدم أسبابا مقنعة لذلك قبل أن يضطر في  النهاية إلى إجراء مباراة ودية أمام فريق من الهواة في الكونغو الديمقراطية، وهو أكاديمية الكونغو، وهو نادٍ في شكل أكاديمية للتكوين يجري معسكراً في تونس.

عمل الساحلي خلال الأيام الأولى واجه عدة انتقادات من المسؤولين، وحصل خلاف حاد بين شقين في النادي، الأول طالب بإقالته مباشرة قبل نهاية المعسكر، والثاني طلب التريث مخافة أن يدفع الأفريقي تعويضات مالية هي الثانية على التوالي للمدرب بعد ما يقرب من 150 ألف دولار تم دفعها بعنوان تعويضات مالية للفرنسي دافيد بيتوني بعد إقالته، وفسخ العقد من جانب واحد.

فوضى إدارية و"غياب" رئيس النادي

من بين العوامل الأخرى وراء إقالة محمد الساحلي هي الأوضاع الإدارية الغامضة والمتشعبة داخل النادي، خاصة بين رئيس الفريق محسن الطرابلسي، والمستثمر الأمريكي فيرجي شامبيرز، والمستشار المكلف بالرقابة الإدارية والمالية محمد الشافعي، ورئيس فرع كرة القدم مهدي ميلاد.

ويمكن القول إن الغياب الفعلي لرئيس النادي محسن الطرابلسي الذي لا يزال يمارس عمله بوصفه طبيباً في أحد المستشفيات في تونس، ساهم في تداخل الأمور والمهام في النادي الأفريقي، وأفرز وضعية غامضة محورها الأساس أو سؤالها الحارق: من يحكم داخل النادي، ومن يتخذ القرار".

وبالعودة إلى مسار الأحداث وتسارع المستجدات، يتضح أن شق "فيرجي شامبيرز ومحمد الشافعي" وهما ممثلا السلطة المالية للنادي قد تفوق على كل من محسن الطرابلسي، ومهدي ميلاد، ليتم اتخاذ قرار الإقالة.

وكشفت مصادر من الأفريقي لـ"إرم نيوز" أن قرار إقالة محمد الساحلي تم اتخاذه بالفعل، منذ نهاية الأسبوع الماضي، لكن خلافاً بين مهدي ميلاد، وفيرجي شامبيرز، وراء تأجيل الإعلان عنه، بل كان وراء نفي المعلومات الواردة حول عزل المدرب، والمضي في تأكيد حول عدم إقالته، وهي أخبار سرعان ما كذبتها الوقائع.

أكاديمية الكونغو، قطرة أفاضت الكأس

بجانب تلك العوامل الأساسية، كان هناك سبب مباشر لاتخاذ قرار إقالة الساحلي من مهامه مدرباً للأفريقي وهو أداء الفريق في المباراة الودية الوحيدة التي اجراها النادي، الأسبوع الماضي، أمام فريق من الهواة، وهو أكاديمية الكونغو الديمقراطية.

وفاز الأفريقي (3 ـ 1) على الفريق الذي يتكون في مجمله من لاعبي الأكاديمية الشبان، لكن ذلك الانتصار لم يخف الأداء الضعيف لرفاق المهاجم فراس شواط، والمستوى الفني والتكتيكي الذي قدمه محمد الساحلي.

وانهالت الانتقادات على الساحلي ولاعبي الأفريقي بعد الفوز (3 ـ 1)، خاصة بعد أن رفض المدرب، في وقت سابق، إجراء مباريات ودية أخرى أمام أندية تونسية أو جزائرية أو مصرية، رغم أن عديد الفريق كانت تجري معسكراتها التحضيرية في الوقت نفسه والمكان ذاته، الذي كان يجري فيه الأفريقي تحضيراته لموسم 2025 ـ 2026.

وينتظر أن يبدأ الأفريقي مشاورات سريعة لتعيين مدرب جديد خلفا لمحمد الساحلي، في حين تؤكد بعض المصادر المقربة أن المسؤولين سيعقدون اجتماعاً تشاورياً لتدارس بعض الخيارات التي يأتي في مقدمتها المدرب فوزي البنزرتي.

ويبدأ النادي الأفريقي موسمه الجديد، يوم 9 أغسطس المقبل، بمواجهة مستقبل المرسى في ملعب رادس الأولمبي ضمن الجولة الافتتاحية من دوري المحترفين التونسي 2025 ـ 2026.."