في ليلة كلاسيكو نارية حبست الأنفاس على أرض ملعب "الأول بارك"، نجح نادي الاتحاد في خطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أن أطاح بمضيفه وغريمه التقليدي النصر بنتيجة 2-1.
في مواجهة مثيرة، تقدم "العميد" أولًا عبر نجمه الفرنسي كريم بنزيما، ورغم تعادل النصر سريعًا عن طريق البرازيلي أنجيلو، فإن الكلمة العليا كانت للجزائري حسام عوار الذي سجل هدف الفوز الثمين قبل نهاية الشوط الأول.
لم يكن هذا الفوز مجرد تأهل في مسابقة كأس، بل كان بمثابة "صندوق هدايا" قدمه النصر للاتحاد على طبق من ذهب، فوز لا يقتصر أثره على عبور دور الـ16، بل يمنح "النمور" أربعة مكاسب إستراتيجية "لا تقدر بثمن" قد تغير مسار موسم الفريق بأكمله.
1. استعادة "شخصية البطل"
المكسب الأول هو نفسي ومعنوي بحت، عانى الاتحاد في الأسابيع الأخيرة من تذبذب في الأداء والنتائج، وبدأت الشكوك تحوم حول قدرة الفريق على الدفاع عن مكتسباته، جاء هذا الانتصار ليقدم الدليل القاطع على أن "شخصية البطل" لا تزال كامنة. الفوز على النصر، في معقله "الأول بارك"، وفي مباراة إقصائية لا تقبل أنصاف الحلول، ورغم النقص العددي في أجزاء من اللقاء، فهو رسالة قوية للجميع بأن الاتحاد لا يزال قادرًا على قهر الكبار في المواعيد الكبرى. إنه فوز يعيد ضبط المصنع المعنوي للفريق ويمنح اللاعبين ثقة هائلة كانت اهتزت مؤخرًا.
2. حسم "معركة النجوم"
المكسب الثاني هو حسم "الكلاسيكو المصغر" بين النجوم. في الوقت الذي تركز فيه الأضواء العالمية على المقارنة المباشرة بين كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو، نجح بنزيما في ترك بصمته بهدف افتتاحي حاسم، بينما صام رونالدو عن التهديف وودع البطولة، هذا الانتصار يمنح بنزيما والاتحاد تفوقًا رمزيًّا كبيرًا في هذه "المعركة" الإعلامية والجماهيرية. كما أنه يمثل انتصارًا تكتيكيًّا للمدرب سيرجيو كونسيساو الذي نجح في التفوق على جورجي جيسوس في مباراة "شطرنج" معقدة؛ ما يمنح المشروع الفني الاتحادي مصداقية إضافية.
3. إزاحة "العملاق" من الطريق
في بطولات الكأس، لا يهم عدد الانتصارات بقدر ما يهم "من" أخرجت من طريقك، المكسب الثالث هو الهدية الأثمن التي قدمها النصر للاتحاد، وهي "خروجه" من المنافسة.
يعتبر النصر، بقوته الهجومية الجبارة، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب. بإقصائه مبكرًا، يكون الاتحاد أزاح "عملاقًا" وعقبة كبرى من طريق الكل نحو النهائي. أصبح المسار نحو اللقب الآن أكثر سهولة، وفتح الاتحاد لنفسه "طريقًا سريعًا" في الكأس كان سيبقى شديد الصعوبة لو استمر النصر في المنافسة.
4. "أكسجين" لمصالحة الجماهير
أخيرًا، يأتي المكسب الجماهيري؛ العلاقة بين المدرج والفريق شهدت بعض التوتر بسبب تراجع النتائج في الدوري. لا يوجد شيء يمكن أن يعيد الدفء لهذه العلاقة أسرع من الفوز في "كلاسيكو" على الغريم التقليدي، خاصة إذا كان هذا الفوز يعني إقصاءه من بطولة غالية. هذا الانتصار هو "جرعة أكسجين" نقية لمصالحة الجماهير، وتوحيد الصفوف خلف الفريق، وضمان دعم ناري في المراحل القادمة من الموسم. لقد اشترى الاتحاد بهذا الفوز "هدوءًا" ووقتًا ثمينًا للعمل وتصحيح المسار في بقية الاستحقاقات.