في ليلة شهدت تأهلا مثيرا لريال مدريد إلى نهائي كأس ملك إسبانيا على حساب ريال سوسيداد، لم تخلُ الأجواء في ملعب "سانتياغو برنابيو" من علامات قلق وتوتر تجاه أحد أبرز نجوم الفريق، الجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور.
فبعد مباراة ماراثونية انتهت بفوز الملكي بمجموع اللقاءين 5-4، تصاعدت أصوات الاستهجان والانتقادات من المدرجات تجاه اللاعب البرازيلي، لتثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول المفاجئ في علاقة الجماهير بنجم كان حتى وقت قريب أيقونة للفريق.
ليست المرة الأولى: سخط الجماهير جزء من ثقافة البرنابيو
إن حالة الغضب والاستياء التي ظهرت تجاه فينيسيوس ليست وليدة اللحظة أو مرتبطة بمستوى اللاعب في مباراة نصف النهائي فحسب.
فالمتابع لتاريخ ريال مدريد يدرك جيدا أن جماهيره لا تتردد في التعبير عن سخطها تجاه أي لاعب، مهما بلغت نجوميته، إذا ما شعرت بتقصير أو تراجع في الأداء.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحد لاعبي الفريق لمثل هذا الموقف، فكم من نجم، بمن فيهم الأسطورة كريستيانو رونالدو، ذاق مرارة صافرات الاستهجان في البرنابيو عندما لم يرق الأداء لتطلعات الجماهير المتعطشة دائمًا للانتصارات والأداء المثالي.
الجفاف التهديفي والفرص الضائعة: أرقام تتحدث عن نفسها
أحد الأسباب الرئيسة وراء هذا التحول في موقف الجماهير يكمن في حالة الجفاف التهديفي التي يعاني منها فينيسيوس جونيور مؤخرا.
فبعد موسم استثنائي شهد تألقه اللافت وتسجيله لأهداف حاسمة ورُشح فيه للقب أفضل لاعب في العالم، تراجع معدله التهديفي بشكل ملحوظ.
هذا التراجع يثير قلق الجماهير التي تعول عليه كثيرا في حسم المباريات الصعبة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على الألقاب.
وعلى الرغم من تقديمه لمستويات طيبة في مباراة نصف النهائي بصناعته لهدفين، إلا أن الأداء الفردي للاعب لم يسلم من الانتقادات.
ففي الوقت الذي أشاد فيه البعض بجهوده في صناعة اللعب، لم يغفل آخرون عن إضاعته لفرصتين محققتين للتسجيل، كانتا كفيلتين بحسم المباراة بشكل أسرع وأكثر راحة للفريق.
إحدى هاتين الفرصتين تحديدًا أثارت حفيظة الجماهير، حيث بدا وأن اللاعب بالغ في محاولة ترويض الكرة والتحكم بها بدلًا من التسديد المباشر، مما أضاع فرصة سانحة للتسجيل.
تأثير الإعلام والتكهنات: عوامل خارجية تزيد الضغط
إلى جانب الأداء الفني، قد تكون هناك عوامل أخرى غير مباشرة ساهمت في زيادة حالة الاحتقان بين اللاعب والجماهير، فكثرة الحديث في وسائل الإعلام عن غيرة فينيسيوس من النجم الفرنسي كيليان مبابي، وما تبع ذلك من تكهنات بشأن مستقبل البرازيلي ربما أثرت على العلاقة بين الطرفين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القصص المتداولة حول رغبة اللاعب في الحصول على معاملة خاصة أو مركز مرموق داخل النادي، وما يصاحب ذلك من ضغوط إعلامية وانتقالات محتملة، قد تكون قد ساهمت في خلق صورة سلبية لدى بعض الجماهير.
ختاما، يمكن القول إن انقلاب جماهير ريال مدريد على فينيسيوس هو نتاج تراكم عدة عوامل، بدءًا من تراجع مستواه التهديفي وإضاعته لفرص سهلة، مرورًا بتاريخ النادي الحافل بتوجيه الانتقادات للاعبين في أوقات تراجع الأداء، وصولًا إلى الضغوط الإعلامية والتكهنات المتعلقة بمستقبله ومقارنته بنجوم آخرين.
يبقى السؤال، هل يتمكن فينيسيوس من استعادة ثقة الجماهير وتقديم الأداء الذي اعتادوا عليه، أم أن هذه الشرارة ستتحول إلى نار تهدد علاقته بالنادي الملكي؟ الإجابة ستكشف عنها الأيام والأسابيع المقبلة.