ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
عندما أطلق حكم مباراة شبيبة العمران والترجي التونسي يوم 12 مارس الماضي صافرة النهاية بتعادل الفريقين (2 ـ 2)، في سيناريو دراماتيكي أحرز في أعقابه هيثم الخميسي هدف التعادل القاتل للعمران، غادر رئيس الترجي حمدي المدب والجهاز الفني واللاعبين في حالة غضب ويأس نتيجة استمرار العثرات في موسم لم يكن كسابقيه للفريق الأحمر والأصفر، حتى ذلك الوقت.
لكن الترجي، الذي كان يستعد في ذلك الوقت لخوض ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، قرر اتخاذ جملة من القرارات الحاسمة التي أعادت للفريق هيبته بسرعة ووضعته في المقدمة بعد بداية كارثية في الدوري.
وحقق الترجي أمس الأحد لقب الدوري التونسي للمحترفين للمرة الثامنة في آخر 10 سنوات، والرابعة والثلاثين في تاريخه، بعدما فاز على الأولمبي الباجي (5 ـ0) مقابل تعثر منافسه على اللقب الاتحاد المنستيري (1 ـ 1) ضد نجم المتلوي.
واستطاع الترجي أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب في الدوري التونسي رغم أنه كان يبتعد 7 نقاط عن المتصدر الإفريقي في منتصف مرحلة الذهاب، كما أنه كان في المركز الرابع في نهاية تلك المرحلة.
ورفع الترجي رصيده إلى 65 نقطة في الصدارة، متقدما بفارق أربع نقاط أمام المنستيري قبل مواجهتهما المرتقبة يوم الخميس المقبل، ليحسم لقبه رسميا بعد أن كان سيكتفي في أقصى الحالات بالمركز الثاني المؤهل لدوري أبطال إفريقيا.
وساد الإجماع في أوساط الملاحظين وأنصار الفريق الأحمر والأصفر بعد ضمان اللقب رسميا أن 3 أبطال بلا منازع كانوا وراء الريمونتادا المثيرة للفريق للعودة بقوة في الجولات الحاسمة وحسم اللقب.
ويورد التقرير التالي بالأرقام والإحصائيات الأسماء الثلاثة التي حسمت تتويج الترجي وقادت عودته من بعيد للفوز باللقب الرابع والثلاثين في تاريخ النادي:
بن سعيد.. الرجل الذي أنقذ مسيرة مميش
قبل خوض مباراة الديربي ضد النادي الإفريقي في الجولة 27 من المسابقة، "حقق" دفاع الترجي رقما سلبيا غير مسبوق بتلقي شباكه 21 هدفا في الدوري، كان عدد كبير منها بسبب أخطاء كارثية لحارسه أمان الله مميش، الذي وضع أكثر من كرة في مرماه عن طريق الخطأ.
دب اليأس في تلك الفترة داخل الترجي، وبدت ملامح خسارة اللقب تقترب، حتى ظهر الحارس الدولي بشير بن سعيد العائد من الإصابة إلى مرمى الفريق.
ومنذ عودته في مواجهة قوافل قفصة في الجولة 26 (1 ـ0)، لم يتلق بن سعيد والترجي أي هدف من اللعب المفتوح، وكان الهدف الوحيد الذي تلقاه الفريق من ركلة جزاء للاعب الإفريقي حمدي العبيدي.
عودة بن سعيد كانت حاسمة جدا في تتويج الترجي والصعود إلى الصدارة، إذ حافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات من أصل أربع خاضها بصفة مسترسلة بين الجولتين 26 و29.
واعتبر كثيرون أن بن سعيد لم ينقذ فقط الترجي، بل أنقذ كذلك "مسيرة" الحارس الصاعد أمان الله مميش الذي ارتكب كل أنواع الأخطاء هذا الموسم.
يان ساس.. الحاسم
قدم البرازيلي يان ساس ذروة مستواه في فترة حاسمة من الموسم الجاري، وأنقذ الترجي من فقدان اللقب وذلك بعد تسجيله بانتظام في المباريات الأخيرة للأحمر والأصفر.
وافتتح البرازيلي يان ساس التسجيل للترجي في مباراة التتويج ضد الأولمبي الباجي منذ الدقيقة السابعة ليضع فريقه في مأمن من مفاجآت المنافس، قبل أن يضيف اللاعب ذاته الهدف الثاني ويحسم المباراة التي انتهت بعد ذلك (5 ـ0).
يان ساس سجل 3 أهداف متتالية للترجي، باعتبار هدفه الحاسم في الفوز على النادي الصفاقسي (1 ـ0) قبل أسبوع، وهو الهدف الذي انفرد به الفريق بالصدارة.
وبحساب الأرقام، كان ساس اللاعب الأكثر مساهمة وحسما في نتائج الترجي في الجولات الثلاث الأخيرة، ذلك أنه كان وراء الفوز في الديربي عندما تسبب في إقصاء حارس مرمى الإفريقي غيث اليفرني بعد حالة انفراد تامة.
الكنزاري.. الخيار الناجح للترجي؟
بعد أن بدأ الفريق الموسم تحت قيادة البرتغالي ميغيل كاردوزو، فاجأت إدارة الترجي المتابعين بإقالته وتعيين الروماني لاورنسيو ريغيكامف الذي لم يعمر طويلا على رأس الجهاز الفني.
وبعد مباراة شبيبة العمران في الدوري (2 ـ 2)، قررت إدارة الترجي إقالة ريغيكامف، وانتزعت توقيع ماهر الكنزاري مدرب الملعب التونسي، ليقود المدرب الذي حمل قميص الترجي لاعبا وتوج معه بالدوري أكثر من مرة، فريقه للتتويج باللقب بعد 5 أسابيع من تعيينه.
الأرقام أثبتت نجاعة الترجي تحت قيادة الكنزاري وتحول الفريق بسرعة مذهلة من مجموعة لا تفرض أسلوبها على المنافس إلى فريق يسيطر بالطول والعرض.
وخاض الترجي مع الكنزاري 8 مباريات حتى الآن مع الكنزاري، 4 في الدوري، حقق في جميعها الانتصار واثنتين في الكأس، فاز في كليهما وتأهل لربع النهائي، ومباراتين في دوري الأبطال في بداية عهدته حقق فيه واحدة منها التعادل وخسر الأخرى وغادر المسابقة القارية.
وفي كل الأحوال، كان تعيين الكنزاري ضربة ناجحة للترجي، إذ تمكن المدرب الذي أنهى مرحلة ذهاب الدوري في الصدارة مع فريقه (السابق) الملعب التونسي، من قيادة الترجي إلى منصة التتويج عبر ريمونتادا مذهلة فاز خلالها على الإفريقي وقوافل قفصة والصفاقسي والأولمبي الباجي وسجل في جميع تلك المباريات 10 أهداف.
وبعد أن حسم "الريمونتادا" في الدوري، سيكون الترجي أمام اختبار جديد يوم الأحد عندما يلاقي الترجي الجرجيسي في ملعب رادس لحساب ربع نهائي الكأس، وقبل ذلك سيواجه الاتحاد المنستيري يوم الخميس 15 مايو الجاري، وهي المباراة التي سيقيم فيها الاتحاد التونسي للعبة مراسم تتويج الفريق وتسلمه رمز البطولة.
