"مدرب الموسم الواحد"، هكذا تم وصف جورجي جيسوس، المدير الفني السابق لنادي الهلال السعودي، من قبل العديد من النقاد الرياضيين، حيث عانى البرتغالي بشدة هذا الموسم ولم يحقق المأمول منه أو تطلعات الجماهير، والإدارة التي كانت تضع آمالًا عريضة عليه لتحقيق إنجازات العام الماضي، لكنه خرج بموسم هزيل للغاية، ارتكب خلاله عدة خطايا.
وأعلنت إدارة الهلال إنهاء تعاقدها مع جيسوس، مساء أمس، وتكليف محمد الشلهوب لقيادة الفريق في مبارياته القادمة.
وتأتي إقالة المدرب البرتغالي بعد أيام من خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، بالخسارة أمام مواطنه الأهلي 3-2.
وفي تجربته الأولى في موسم 2018-2019، قاد جيسوس الهلال للتتويج بكأس السوبر السعودي بعد الفوز على الاتحاد في النهائي 2-1.
أما مع تجربة الثانية، استطاع جيسوس تحقيق 4 ألقاب مع الهلال، بعدما توج بثلاثية الدوري والكأس وكأس السوبر بالموسم الماضي، إلى جانب لقب السوبر مرة ثانية في بداية الموسم الجاري 2024-2025.
كما بلغ نصف نهائي دوري أبطال آسيا في الموسمين، وربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2024-2025.
وفي الموسم الماضي، حقق الهلال تحت قيادة جيسوس أرقامًا قياسية غير مسبوقة، بعدما أنهى الموسم بـ96 نقطة كأكبر عدد من النقاط في تاريخ الدوري السعودي، وحقق أكبر عدد من الانتصارات في نسخة واحدة بـ31 انتصارًا.
كما بات جيسوس المدرب الأسرع في تاريخ دوري المحترفين الذي يحصد 100 نقطة أو أكثر، خلال 40 مباراة فقط.
وعانى الهلال تحت قيادة جيسوس هذا الموسم من 3 خطايا.
خسارة "النخبة"
أولى هذه الخطايا هو خسارة بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة بوداعها من نصف النهائي أمام الأهلي، رغم تقديمه بطولة جيدة وتصدره مجموعته، لكن الفريق عانى من تباين كبير في النتائج والأداء طوال مسيرة المدرب هذا الموسم.
ولم يكن الخروج الآسيوي هو الإخفاق الوحيد الذي تعرض له رجال جيسوس هذا الموسم، حيث ودعوا منافسات كأس الملك بالخسارة أمام الاتحاد بركلات الترجيح (1-3)، بالإضافة لصعوبة الاحتفاظ بلقب دوري روشن مع تبقي 5 جولات على النهاية وتمسك الاتحاد بالصدارة.
الأداء السيئ
ورغم الإنجازات الكبيرة التي حققها المدرب البرتغالي مع الهلال، إلا أن جماهير "الزعيم"، سرعان ما انقلبت عليه مع أول تعثر محلي له بعد 57 مباراة متتالية دون هزيمة، وذلك عندما سقط أمام الخليج (2-3)، بالجولة 11 من المسابقة.
ولم تكن هذه هي الهزيمة الوحيدة التي تعرض لها جيسوس، بل تلقى 4 هزائم أخرى، حيث سقط أمام كل من القادسية والاتحاد والأهلي والنصر، بجانب 5 تعادلات على مستوى الدوري المحلي.
وفي البطولة الآسيوية، تعرض لهزيمتين، الأولى كانت أمام باختاكور الأوزبكي (0-1) في ذهاب ثمن النهائي، والثانية كانت أمام الأهلي.
المشاكل مع اللاعبين
وتعد أبرز أزمة قد تواجه أي مدير فني هو عدم سيطرته على غرفة تغيير الملابس، والدخول في أزمات كثيرة مع اللاعبين، وهذا ظهر بقوة مع جيسوس وأبرز لاعبيه ميتروفيتش، الذي سخر من تعليماته بشكل واضح في إحدى المباريات، كما ظهر بشكل قوي مع ماركوس ليوناردو، الذي اعترض أكثر من مرة على تبديله في المباريات الأخيرة رغم تألقه مع الفريق.
كما ذكرت تقارير سابقة أن جيسوس دخل في أزمة مع سالم الدوسري، قائد الفريق، وبالتأكيد هو أمر قد يدمر أي غرفة ملابس إذا فقدت مساندة القائد.
بالتالي التغيير كان ضروريًا من أجل إحداث صدمة بين اللاعبين وإنعاش أهدافهم في ظل تشتت ذهن جيسوس الواضح بتحقيق حلمه بالرحيل لتدريب منتخب البرازيل، الذي عاد إليه الأمل مؤخرًا بهذا الشأن بعد فشل مفاوضات مسؤولي الاتحاد البرازيلي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي.