تتجه أنظار إدارة نادي الهلال السعودي نحو القارة الأوروبية، وتحديدا بلجيكا، حيث يبرز اسم المدافع الإكوادوري الشاب جويل أوردونيز كهدف رئيس لتدعيم الخط الخلفي للفريق.
في سباق شرس مع أندية عريقة مثل أولمبيك مارسيليا الفرنسي، يسعى "الزعيم" لخطف توقيع اللاعب الذي يُنظر إليه كإحدى أبرز المواهب الدفاعية الصاعدة في العالم، فمن هو هذا اللاعب الذي يثير كل هذا الاهتمام؟
عقلية المدافع.. لماذا يلقب بالجوهرة؟
يُعرف أوردونيز في بلاده بلقب "لا خويا" (La Joya)، أي "الجوهرة"، وهو لقب يعكس القيمة الفنية الكبيرة التي يمتلكها والإمكانات الهائلة التي ينتظر أن يفجرها. كما يُلقب أيضا بـ"تشيتشي".
لكن جوهرته الحقيقية قد تكمن في عقليته الفريدة، ففي قصة متداولة عنه، يُقال إنه على عكس كل أقرانه في اختبارات الناشئين، كان شغفه الأكبر هو منع الأهداف لا تسجيلها.
منذ نعومة أظافره، اتخذ قراره الحاسم بأنه يريد أن يكون مدافعا صلبا، وهي عقلية نادرة منحته هوية خاصة في عالم كرة القدم.
هدية لغوارديولا وصدام مع ناديه
مسيرة "الجوهرة" لا تخلو من المفارقات والجدل، ففي مفارقة عجيبة، وبينما يسعى الهلال خلفه، يتذكر الجميع "الهدية العظيمة" التي منحها أوردونيز لبيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي؛ إذ سجل هدفا بالخطأ في مرماه خلال مواجهة الفريقين في دوري أبطال أوروبا، وكان هذا الهدف أحد أسباب فوز سيتي وتسهيل مهمة صعوده آنذاك.
هذا بجوار الجانب المثير للجدل في شخصيته الذي ظهر مؤخرا، حيث دخل في صدام مع إدارة ناديه كلوب بروج، معلنا رفضه اللعب من أجل الضغط للرحيل هذا الصيف، وهي الخطوة التي وصفها مدربه بأنها "ليست ذكية".
لمحات من التألق وبروفة لصراع ريتيغي
على الجانب الآخر، يمتلك أوردونيز لحظات توهج تبرر الاهتمام الكبير به، ففي الموسم الماضي، قدم أداءً لافتا في دوري أبطال أوروبا أمام أتالانتا الإيطالي، وكان رجل المباراة الأول في إيقاف خطورة المهاجم الصلب ماتيو ريتيغي، وهو ما قد يمثل بروفة مبكرة للصراع المنتظر بين الهلال والقادسية في الموسم الجديد.
كما نجح في تحييد قوة فيكتور غيوكيريس، هداف سبورتنغ لشبونة والمنتقل حديثا لآرسنال الإنجليزي، رغم خسارة فريقه، وقدم مباراة قوية أمام يوفنتوس خرج منها فريقه بنقطة ثمينة.
جوهرة تحتاج إلى الصقل
فنيا، لا يزال أوردونيز مشروعا لم يكتمل، يتميز بقدرته الفائقة على التمرير القصير وبناء اللعب من الخلف، وهي ميزة يبحث عنها كبار المدربين.
لكن في المقابل، يعاني من ضعف واضح في دقة تدخلاته الدفاعية، ويميل أحيانا إلى السرحان وفقدان التركيز في أجزاء من المباراة.
يبدو أن رهان الهلال عليه هو استثمار في موهبته الخام وعقليته الدفاعية الفريدة، على أمل صقل هذه "الجوهرة" لتصل إلى أقصى درجات لمعانها في سماء الرياض.
