يتطلّع نهضة بركان المغربي إلى إنهاء موسمه التاريخي بتتويج ثالث وذلك عندما يلاقي أولمبيك آسفي اليوم الأحد في نهائي كأس العرش لموسم 2024 ـ 2025، بداية من التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
وسيكون ملعب فاس الكبير شاهداً على موقعة تلوح مثيرة وقوية بين نهضة بركان الذي فرض هيمنته بالكامل على المسابقات المحلية ونجح في التتويج، فوق ذلك، بلقب كأس الكونفدرالية، وأولمبيك آسفي الذي سيكون بالفعل أمام فرصة فريدة لإحراز أول لقب في تاريخه.
وتحت قيادة مدربه التونسي معين الشعباني، أحرز نهضة بركان لقب الدوري المغربي للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه ليضع بذلك حداً لسيطرة تاريخية للوداد والرجاء البيضاويين والجيش الملكي، وبعد أسابيع قليلة نجح في الفوز بكأس الكونفدرالية للمرة الثالثة في ظرف 5 سنوات.
لكن تلك المسيرة البطولية للفريق البرتقالي ستكون بالفعل أمام اختبار قوي وجديد عندما تصطدم بجموح أولمبيك آسفي في نهائي سيخضع لثلاثة عوامل رئيسية على طريق منصة التتويج.
ونورد في التقرير التالي أبرز العوامل التي ستكون حاسمة في تحديد وجهة كأس العرش:
طريق النهائي: طموح مشروع لآسفي
حقق نهضة بركان التأهل للنهائي بعد أن خاض 4 مباريات بنجاح إذ بدأ الفريق البرتقالي رحلته أمام اتحاد طنجة في دور الـ32، وفاز بهدف نظيف، قبل أن يتخطى الكوكب المراكشي بثلاثية نظيفة في ثمن النهائي.
وكانت مواجهة الجيش الملكي في ربع النهائي الأصعب لفريق المدرب معين الشعباني بعد فوزه بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي (1-1).
وفاز نهضة بركان على المغرب التطواني في نصف النهائي بنتيجة هدف دون مقابل.
وفي المقابل، تأهل أولمبيك آسفي للنهائي بعد مشوار طموح إذ تجاوز في بداية المشوار شباب الجمعية الرياضية (3-1) ضمن دور الـ32، ليلتقي بعد ذلك الشباب السالمي ويتفوق عليه بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي (1-1).
وواصل الأولمبيك مغامرته عندما اصطدم في ربع النهائي بالاتحاد الوجدي وحسم المباراة لصالحه بهدفين مقابل واحد.
وبلغ أولمبيك آسفي المشهد الختامي بعد انتصاره في نصف النهائي على اتحاد تواركة (1-0) خارج القواعد ويصعد لملاقاة نهضة بركان في النهائي.
ويمكن القول إن فريق آسفي حصد مكاسب عدة إذ بجانب المراهنة على اللقب فإنه سيخوض أول مشاركة قارية في تاريخه من بوابة كأس الكونفدرالية باعتباره طرفاً في النهائي.
المواجهات المباشرة
وخلال الموسم الجاري، التقى الفريقان في الدوري المغربي للمحترفين في مناسبتين، وفاز فريق بركان (2 ـ 0) ذهاباً في آسفي في أكتوبر الماضي.
وفي مواجهة الإياب في بركان، أجبر أولمبيك آسفي بطل المغرب على التعادل (2 ـ 2) في مواجهة مثيرة وحماسية.
أسبقية نهضة بركان الطفيفة في المواجهات المباشرة لا تعني أن الفريق سيكون أمام طريق مفتوح للتتويج، بل يسعى الأولمبيك إلى تكرار سيناريو مباراة يوم 23 يناير الماضي وفرض سيطرته على الفريق البرتقالي.
بينما يستمد نهضة بركان أسبقيته من الموسم التاريخي المذهل له محلياً وقارياً، ومن قوة لاعبيه ودهاء مدربه معين الشعباني، الذي يعد أحد أبرز نقاط قوة الفريق، سيكون أولمبيك آسفي بعيداً عن الضغوط، بل سيكون عنصر المفاجأة هو طريقه الأول نحو منصة التتويج.
ويرجح الكثير من الملاحظين كفة نهضة بركان لتحقيق ثلاثية تاريخية لم يسبق لأي نادٍ أن حققها حتى الآن وهي الدوري والكأس المحليين ولقب قاري، ولكن رغم أنه حسم بالفعل لقبين من أصل الثلاثة الممكنة فإن مواجهة اليوم على ملعب فاس سيطغى عليها الكثير من الضغط والخوف من كلا الطرفين.
ويسعى أولمبيك آسفي إلى لعب ورقة المباغتة ومحاولة استدراج لاعبي نهضة بركان ثم الاعتماد على الهجمات المعاكسة لتحقيق مبتغاهم.
كما أن محاولة الذهاب بالمباراة إلى الأشواط الإضافية أو حتى ركلات الترجيح ستكون من بين العناصر التي ترجح كفة آسفي باعتبار أن الضغط سيكون مسلطاً أكثر على نهضة بركان رغم أن الفريق لم يحقق أي لقب بكأس العرش على مر تاريخه.
وتعيش مدينة آسفي على وقع حلم الظفر بأول لقب في تاريخ فريق "القرش" مثلما يُلقب في المغرب بعد أن طوى رجال المدرب أمين الكرمة مراحل المسابقة بنجاح رغم صعوبة تلك الطريق.
