تم الإعلان بشكل رسمي عن فوز المملكة العربية السعودية بشرف تنظيم كأس العالم في 2034 وهي النسخة بعد القادمة من البطولة، والتي سيتم تنظيمها بحضور 48 منتخبًا للمرة الأولى في بلد واحد فقط.
فوز المملكة بالتنظيم صاحبه الارتفاع الواضح في الطموح الخاص بالمطلوب من المنتخب السعودي في النسخة التي تأتي بعد عشر سنوات من المونديال.
المستقبل هو المفتاح
بالنظر إلى التطور الملحوظ في كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة، يمكن القول إن تحقيق لقب كأس العالم 2034 ليس بالأمر المستحيل وإن كان صعبًا في أرض الواقع.
يتجلى هذا التطور في عدة جوانب، بما في ذلك احتراف بعض اللاعبين السعوديين في الدوريات الأوروبية، مثل مروان الصحفي وفيصل الغامدي وسعود عبد الحميد، وهو ما يؤكد وجود مواهب سعودية قادرة على المنافسة على مستوى عالٍ.
خروج المزيد من اللاعبين الشباب للاحتراف في الخارج سيعود بالنفع على الكرة السعودية بشكل عام وعلى المنتخب بشكل خاص، إذ سيكتسب اللاعبون خبرات قيمة من الاحتكاك بلاعبين ومدربين عالميين، وسيتعلمون أساليب لعب جديدة، ما سينعكس إيجابًا على أدائهم عند عودتهم للعب مع المنتخب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تطوير اللاعبين الشباب في سن مبكرة من خلال إعداد برامج تدريبية متخصصة وبنية تحتية قوية، ما سيساهم في بناء جيل جديد من اللاعبين الموهوبين والمؤهلين لتمثيل المنتخب السعودي على أعلى مستوى وهو ما يحدث في الوقت الحالي بالفعل.
يجب أن يكون هناك خطة واضحة وطويلة الأمد لإعداد منتخب سعودي قوي قادر على المنافسة على لقب كأس العالم 2034. يجب أن تشمل هذه الخطة تطوير اللاعبين الشباب، والاستثمار في البنية التحتية، وتعيين مدربين ذوي خبرة وكفاءة عالية.
التاريخ يقف مساندًا
يجب ألا ننسى أن المنتخب السعودي لن يبدأ من الصفر في ذلك الاتجاه، فهو يمتلك تاريخًا جيدًا في كأس العالم، إذ تأهل ست مرات للبطولة، ووصل إلى دور الـ 16 مرة واحدة.
كما حقق المنتخب السعودي نتائج جيدة أمام منتخبات كبيرة في الماضي كالأرجنتين التي تلقت الهزيمة الوحيدة لها في 2022 على يد الأخضر، ما يدل على قدرته على المنافسة على أعلى مستوى.
استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 ستكون فرصة تاريخية للمنتخب السعودي لتحقيق إنجاز كبير. ستوفر هذه الاستضافة بيئة مثالية للمنتخب للعب أمام جماهيره المتحمسة، وستمنحه دفعة معنوية كبيرة لتحقيق أفضل النتائج.
بناءً على هذه المعطيات، يمكن القول إن المنتخب السعودي لديه أسس قوية يمكن البناء عليها من أجل تحقيق حلم الفوز بكأس العالم 2034 وإن كان الأمر صعبًا للغاية في ظل وجود أسماء عالمية كبيرة ستزاحم بقوة من أجل اللقب الغالي.
طموح أكثر واقعية
بالإضافة إلى الطموح المشروع للفوز بكأس العالم 2034، يمكن للمنتخب السعودي أن يضع نصب عينيه تحقيق نتائج جيدة ومشرفة حتى وإن لم يتوج باللقب.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون الهدف هو الوصول إلى نصف النهائي، كما فعل المنتخب الكوري الجنوبي في العام 2002 عندما استضاف البطولة بالمشاركة مع اليابان.
يُعد الوصول إلى نصف النهائي إنجازًا تاريخيًا لأي منتخب، خاصةً وأن المنتخب السعودي لم يتجاوز دور الـ 16 في تاريخ مشاركاته بكأس العالم.
يمكن لمثل هذا الإنجاز أن يترك بصمة قوية في تاريخ الكرة السعودية، ويعزز مكانتها على الساحة الدولية، كما أنه سيُلهم الأجيال القادمة من اللاعبين لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
تحقيق نتيجة جيدة في كأس العالم 2034، حتى وإن لم يكن اللقب نفسه، سيكون بمثابة نقطة انطلاق للكرة السعودية نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. وسيُظهر للعالم أن السعودية قادرة على المنافسة مع أفضل المنتخبات في العالم، وأنها تمتلك الإمكانيات اللازمة لتحقيق النجاح على المستوى الدولي.
