في خطوة تعكس الأهمية المحورية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لمشروع كرة القدم السعودية ونادي النصر على وجه الخصوص، تتردد أنباء قوية عن اقتراب الطرفين من توقيع عقد جديد يربط الأسطورة بـ"العالمي" لموسمين قادمين.
تفاصيل العقد المقترح تشير إلى موسم أساسي يليه موسم إضافي اختياري، ما يفتح الباب أمام استمرار رحلة رونالدو في الملاعب السعودية حتى صيف 2027 على الأقل، وهو ما يوفر له مجموعة من المزايا التي قد تبدو "خيالية" للاعب في هذه المرحلة المتقدمة من مسيرته.
1. حجر الزاوية في المشروع السعودي وصعوبة الانتقال لمنافس
لا يقتصر دور رونالدو على كونه لاعبًا في صفوف النصر؛ بل هو أيقونة وواجهة رئيسة لمشروع دوري روشن السعودي الطموح لجذب الأنظار العالمية ورفع مستوى المنافسة.
تجديد عقده مع النصر يضمن استمرار وجود هذا الثقل الإعلامي والجماهيري والفني داخل المنظومة السعودية، الأهم من ذلك، أن بقاءه في النصر يجعله "محصنًا" تقريبًا ضد الانتقال إلى أي نادٍ سعودي منافس آخر.
فمن الصعب تخيل أن تسمح إدارة النصر، وبدعم من المشروع الكروي الأوسع، بانتقال أهم أصولها الدعائية والرياضية إلى فريق ينافسها مباشرة على الألقاب المحلية والقارية. هذا يضمن للنصر الحفاظ على رمزيته وتفرده بوجود رونالدو.
2. ضمان الاستقرار في النصر وسط تطور المنافسين
تشهد أندية القمة السعودية (مثل الهلال، والاتحاد، والأهلي) حالة من الاستقرار الفني والإداري، مع سعي مستمر لتدعيم صفوفها وتحسين أدائها.
في هذا السياق التنافسي المحتدم، يمثل الإبقاء على قائد وهداف بحجم كريستيانو رونالدو عنصر استقرار لا يقدر بثمن لنادي النصر، ورحيله كان سيحدث هزة كبيرة ويدخل الفريق في مرحلة شك، خاصة فيما يتعلق بإيجاد بديل بالتأثير الفني والقيادي والمعنوي ذاته.
التجديد يمنح النصر قاعدة صلبة للبناء عليها، ويفيد رونالدو أيضًا ويمنحه المزيد من الاستقرار في مرحلة متأخرة من مسيرته الكروية، ويحافظ على التوازن داخل غرفة الملابس، ويرسل رسالة قوية للمنافسين بأن النصر مستمر في الاعتماد على نجمه الأول.
3. بيئة احترافية مثالية للتحضير لكأس العالم 2026
مع طموح رونالدو المعلن بالمشاركة في كأس العالم 2026، يوفر له البقاء في النصر بيئة احترافية متكاملة تسمح له بالحفاظ على لياقته البدنية وجاهزيته الفنية.
الدوري السعودي، رغم اختلافه عن الدوريات الأوروبية الكبرى، يوفر مستوى تنافسيًّا جيدًا، ومرافقَ تدريبية على أعلى مستوى، وجدول مباريات منتظمًا.
الأهم هو هيكل العقد المقترح (موسم + موسم اختياري)؛ فهو يمنح رونالدو المرونة المثالية. يمكنه الاستعداد للوصول إلى المونديال في أفضل حالة ممكنة، وبعد انتهاء البطولة في صيف 2026، يمكنه تقييم وضعه واتخاذ قرار بشأن تفعيل الموسم الإضافي أو الاكتفاء بما قدمه على الصعيدين الدولي والمحلي، منهيًا مسيرته الدولية وربما مسيرته كلاعب بشكل عام.
4. فرصة واقعية للوصول إلى الألف هدف
أحد الأهداف الشخصية الكبرى المتبقية لرونالدو هو الوصول إلى الرقم الأسطوري "1000 هدف" في مسيرته الاحترافية.
لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، يحتاج رونالدو إلى الاستمرار في اللعب بشكل منتظم في فريق يمنحه دورًا هجوميًّا رئيسًا وفرصًا للتسجيل.
نادي النصر يوفر له هذه المنصة بشكل مثالي، كونه النجم الأول والمهاجم الرئيس للفريق، فإن فرص تسجيل الأهداف تظل وفيرة.
5. مزايا مادية لا تضاهى في هذه المرحلة العمرية
لا يمكن إغفال الجانب المادي الهائل الذي يوفره عقد رونالدو مع النصر، في عمر يقترب من الأربعين وما بعدها، من شبه المستحيل أن يحصل لاعب كرة قدم، مهما كان اسمه وتاريخه، على راتب ومزايا مالية تضاهي ما يتقاضاه رونالدو في السعودية.
أي انتقال محتمل إلى أوروبا أو حتى الولايات المتحدة كان سيصحبه انخفاض كبير جدًّا في المقابل المادي، والعقد الجديد مع النصر لا يضمن له فقط الاستمرار في اللعب على مستوى عالٍ نسبيًّا وتحقيق أهدافه الرياضية، بل يؤمن له أيضًا استمرار تدفقات مالية ضخمة لا يمكن لأي نادٍ آخر في العالم مجاراتها للاعب في هذه السن؛ ما يمثل ميزة "خيالية" بحد ذاتها في خريف مسيرته الكروية.