في سوق انتقالات لا يعترف إلا بلغة الأرقام والمصالح، يجد النادي الأهلي نفسه أمام اختبار صعب في مفاوضات تجديد عقد نجمه المتألق إمام عاشور.
لم يعد الأمر مجرد تجديد روتيني، بل معركة تفاوضية قد تضطر فيها القلعة الحمراء للخضوع لشروط اللاعب، مدفوعة بخمسة أسباب رئيسية تجعل من عاشور حجر زاوية لا يمكن التفريط فيه بسهولة في مستقبل الفريق.
1. تلبية طلبات تجديد العقد والمساواة بـ"زيزو"
أول وأبرز هذه الأسباب هو طلبات عاشور المادية المشروعة، فكرة أن يطلب لاعب بحجم إمام عاشور الحصول على عقد يضعه ضمن الفئة الأعلى في مصر، وتحديدًا على قدم المساواة مع عقد أحمد سيد "زيزو" زميله الحالي في الأهلي تبدو منطقية للغاية.
لقد أثبت عاشور خلال فترة قصيرة أنه اللاعب الأكثر تأثيرًا في صفوف المارد الأحمر، وقاد الفريق لتحقيق العديد من الألقاب؛ ما يجعل من غير المقبول أن يكون سقف راتبه أقل من لاعب انضم لتوه ولم يقدم الإضافة المرجوة بعد خاصة أن الأرقام والإسهامات الفردية تصب في صالح لاعب الأهلي القديم.
2. تفوق فني يبرر المطالب
عندما يطرح السؤال: "لماذا يريد أن يتساوى بزيزو؟"، تأتي الإجابة سريعة وحاسمة من أرض الملعب: "لأنه الأفضل حاليًّا"، يقدم إمام عاشور مستويات فنية استثنائية، فهو "جوكر" تكتيكي يجيد اللعب في أكثر من مركز بالكفاءة ذاتها، ويمتلك قدرة فريدة على الربط بين الخطوط، بالإضافة إلى تسديداته القوية الحاسمة وحيويته الدائمة.
هذه الأفضلية الفنية الواضحة تمنحه قوة تفاوضية هائلة، وتجعل من الصعب على إدارة الأهلي تجاهل طلباته، لأنها تدرك أنها بذلك لا تكافئ فقط لاعبًا مؤثرًا، بل تحافظ على أهم أسلحتها في الفريق.
3. ورقة الزمالك الرابحة دائمًا
لا يمكن إغفال أن الزمالك يمثل خيارًا إستراتيجيًّا مهمًّا لإمام عاشور، فكرة عودته إلى بيته القديم تظل تلوح في الأفق، وهناك دائمًا أصوات داخل القلعة البيضاء ترحب بعودة "الابن الضال" القادر على إعادة التوازن للفريق.
هذا الاهتمام، حتى لو لم يكن رسميًّا في كل الأوقات، يشكل ورقة ضغط قوية يستخدمها اللاعب ووكيله بذكاء، مجرد التلويح بهذا الخيار يجعل الأهلي في موقف حرج، فخسارة عاشور لصالح الغريم التقليدي ستكون ضربة مزدوجة، فنية وجماهيرية.
4. بيراميدز.. القوة المالية التي لا يستهان بها
إلى جانب الزمالك، يبرز نادي بيراميدز كقوة اقتصادية كبرى في سماء الكرة المصرية، وهو دائمًا ما يكون وجهة محتملة لأي نجم يبحث عن عقد مالي ضخم.
بيراميدز لديه القدرة المالية على تلبية كافة طلبات عاشور المادية دون تردد، بل وتقديم إغراءات تفوق ما قد يعرضه الأهلي. هذا الخيار يجعل اللاعب غير محصور بين القطبين فقط، ويزيد من صعوبة مهمة الأهلي في إقناعه بالتجديد بشروط النادي وحده.
5. أهميته الفنية واستثمار المستقبل
بعيدًا عن لغة المال والخيارات الأخرى، تكمن أهمية إمام عاشور في كونه ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق الحالية. ومستقبلاً بعمر 27 عامًا، لا يزال عاشور في قمة عطائه البدني والفني، ويمثل استثمارًا طويل الأمد للنادي، فهو ليس مجرد لاعب يقدم حلولًا آنية، بل هو مشروع لاعب يمكن البناء عليه لسنوات قادمة، وتحقيق مكاسب فنية كبرى، وربما حتى استثمارية من خلال بيعه مستقبلًا لأحد الأندية الأوروبية بمبلغ ضخم.
هذا المزيج من التأثير الفوري والقيمة المستقبلية يجعل من الحفاظ عليه ضرورة قصوى، قد تتطلب بعض التنازلات والخضوع لشروطه المنطقية.