في خطوة انتظرها الشارع الرياضي السعودي، أعلن نادي النصر رسميا عن تعاقده مع المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس ليتولى القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم.
ويأتي هذا التعيين في وقت يتطلع فيه النجم العالمي كريستيانو رونالدو بشغف لتحقيق حلمه الأكبر منذ انضمامه للعالمي، وهو التتويج بلقب كبير يضاف إلى مسيرته الأسطورية.
ومع تولي جيسوس الدفة، تتعزز الآمال في أن يكون "الداهية" البرتغالي هو الرجل القادر على تحقيق هذا الطموح، لعدة أسباب جوهرية تجعله الخيار الأمثل في هذا التوقيت الحاسم.
يثق الكثيرون في قدرة جيسوس على النجاح حيث فشل من سبقوه، وذلك لخمسة أسباب رئيسة تمنحه الأفضلية في مهمته الجديدة لقيادة كريستيانو رونالدو وكتيبة النجوم نحو منصات التتويج.
لم يكن اختيار جيسوس مجرد قرار إداري، بل كان رغبة مباشرة من قائد الفريق كريستيانو رونالدو.
ففي أواخر يونيو الماضي، كشفت تقارير صحفية عالمية أن رونالدو تواصل شخصيا مع جيسوس وحثه على قبول عرض النصر، إيمانًا منه بقدرته على قيادة الفريق نحو النجاح.
وقد أكد جيسوس نفسه هذا الأمر في تصريحات أعقبت توقيعه، مشيرا إلى أن وجود مواطنه رونالدو كان عاملا حاسما في قراره. هذا التناغم والثقة المتبادلة بين المدرب وأهم لاعب في الفريق يمثل أساسا متينا لنجاح المشروع، ويضمن وجود دعم مطلق من داخل الملعب.
يعود جيسوس إلى المملكة وهو على دراية تامة بتفاصيل المنافسة وقوة الفرق السعودية. تجربته السابقة والناجحة مع الغريم التقليدي الهلال، والتي حصد خلالها الألقاب، منحته فهما عميقا لطبيعة الدوري، وعقلية اللاعبين، وتكتيكات المنافسين.
هذه الخبرة الثرية ستوفر عليه الكثير من الوقت والجهد في مرحلة التأقلم، وتجعله قادرا على اتخاذ القرارات الصائبة بسرعة، وتجنب الأخطاء التي قد يقع فيها أي مدرب جديد على الساحة.
يُعرف عن جورجي جيسوس شخصيته القوية والصارمة، وهو ما يحتاجه النصر بشدة في الوقت الحالي.
منذ انضمام رونالدو، عانى الفريق من بعض الانقسامات وعدم الاستقرار في غرفة الملابس؛ وهو ما أثر على الأداء في أوقات حاسمة.
يمتلك جيسوس الكاريزما والهيبة لفرض الانضباط وتوحيد صفوف اللاعبين خلف هدف واحد.
لا يوجد مدرب في العالم ربما يعرف نقاط قوة وضعف الهلال، الخصم الأكبر للنصر، مثل جورجي جيسوس.
بعد أن قاد "الزعيم" في فترتين، يمتلك جيسوس معرفة داخلية لا تقدر بثمن بتفاصيل الفريق الأزرق، من طريقة لعب أفراده إلى الاستراتيجيات التي يتبعها النادي.
هذه المعرفة العميقة ستمثل سلاحا استراتيجيا هائلا للنصر في مواجهاته المباشرة مع الهلال، والتي غالبا ما تكون مفتاح الفوز بلقب الدوري والبطولات المحلية الأخرى.
ستكون مشاركة النصر في النسخة الثانية من دوري أبطال آسيا 2 عاملا مساعدا لجيسوس. فكونها البطولة الآسيوية من المستوى الثاني، فإنها ستكون أقل إرهاقا وضغطا مقارنة ببطولة النخبة.
هذا الوضع سيتيح للمدرب البرتغالي الفرصة لتركيز جهوده وطاقة لاعبيه بشكل أكبر على المنافسات المحلية، وعلى رأسها دوري روشن السعودي، وهو اللقب الأغلى الذي يطمح رونالدو والنصراويون لتحقيقه.
هذا التركيز المحلي المعزز قد يكون هو القطعة المفقودة التي كانت تنقص الفريق في المواسم السابقة.