على مسرح عالمي وبأجواء استثنائية في ملعب هونغ كونغ، دشن نادي النصر السعودي موسمه الجديد بمباراة لافتة أمام الاتحاد بطل الثنائية، وحقق فوزًا سيبقى في الأذهان، معلناً عن وجهه المرعب مبكراً.
في مواجهة لم تكن مجرد مباراة في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، بل كانت صداماً بين قطبين مدججين بالنجوم، نجح "العالمي" في إطلاق رصاصة الرحمة على غريمه التقليدي الاتحاد، بطل الموسم الماضي، وهزمه بهدفين مقابل هدف في معركة تكتيكية وبدنية ونفسية.
لم يكن هذا الانتصار مجرد بطاقة عبور إلى النهائي، بل كان بياناً صريحاً وعالياً بأن نصر هذا الموسم فريقٌ وُلد ليقاتل بشخصية مختلفة.
ففي ليلة شهدت كل فصول الدراما، من التقدم المبكر إلى الطرد الصادم ثم العودة من قلب المعاناة، كشف رجال المدرب جورج جيسوس عن خمس سمات قتالية حوّلتهم من فريق يلعب ناقصاً إلى وحش كاسر لا يمكن إيقافه.
روح الفريق مصدر القوة
كانت السمة الأبرز للنصر في هذا اللقاء هي الروح القتالية العالية التي ظهرت بوضوح بعد النقص العددي المبكر؛ فبعد تقدم الفريق بهدف ساديو ماني، تلقى اللاعب نفسه بطاقة حمراء ليكمل النصر أكثر من 65 دقيقة بعشرة لاعبين.
ورغم استقبال هدف التعادل، لم ينهار الفريق، بل تحوّل هذا النقص إلى دافع للاعبين الذين ضاعفوا من مجهودهم وقاتلوا على كل كرة ككتلة واحدة، ليثبتوا أن روح الفريق قادرة على قهر أصعب الظروف.
الضغط الجنوني على الاتحاد
طبّق لاعبو النصر أسلوب ضغط عالٍ ومستمر على دفاعات الاتحاد منذ اللحظة الأولى، وهو الأسلوب الذي لم يتخلوا عنه حتى بعد الطرد. هذا الضغط الأمامي أجبر لاعبي الاتحاد على ارتكاب الأخطاء وأفقدهم القدرة على بناء اللعب بأريحية من الخلف.
وقد أثمر هذا النهج التكتيكي الجريء إرباك منظومة الاتحاد الدفاعية وشل قدرتها على تزويد المهاجمين بالكرات الخطرة.
عدم التأثر بطرد ماني
أظهر النصر جاهزية بدنية استثنائية في بداية الموسم. أن يلعب فريق لمدة تفوق الساعة بلاعب ناقص، ويحافظ على النسق العالي نفسه من الركض والضغط حتى الدقيقة الأخيرة، هو أمر يثير الإعجاب ويدل على عمل بدني كبير في فترة الإعداد.
بدت لياقة لاعبي النصر وكأن "أول دقيقة مثل آخر دقيقة"، وهو ما منحهم التفوق في الشوط الثاني وحسم المباراة لصالحهم.
التنظيم الدفاعي الممتاز
باستثناء لقطة الهدف التي شهدت بعض العشوائية في التغطية، قدم دفاع النصر مباراة كبيرة من الناحية التكتيكية.
بعد حالة الطرد، أعاد الفريق تنظيم صفوفه بسرعة وأغلق المساحات ببراعة أمام هجوم الاتحاد القوي بقيادة كريم بنزيما.
هذا الصمود والتنظيم الدفاعي الممتاز بعشرة لاعبين كان هو الأساس الذي منح الفريق الثقة للبحث عن هدف الفوز وتحقيقه.
إخراج أحسن ما في جواو فيليكس
لعل أبرز مكاسب المباراة، إلى جانب الفوز، هو الظهور الأول المثالي للنجم البرتغالي جواو فيليكس. لقد نجحت منظومة الفريق، وبقيادة مواطنه كريستيانو رونالدو، في إخراج أفضل ما لديه.
تمريرة رونالدو الحاسمة وإنهاء فيليكس المتقن لهجمة الهدف الثاني يمثلان شهادة على قدرة الفريق على دمج نجومه الجدد بسرعة وإيجاد التوليفة المثالية التي تسمح لكل لاعب بتقديم أفضل مستوياته، وهو ما حدث تماماً مع فيليكس الذي سجل هدف الانتصار في ظهوره الأول.