هل ينجح تشابي ألونسو في القضاء على "عدو ريال مدريد"؟

لن تكون مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025 مجرد مباراة عادية للمدرب تشابي ألونسو المدير الفني الجديد لفريق ريال مدريد الإسباني.

ألونسو، الذي تولى قيادة ريال مدريد بداية من شهر يونيو الماضي خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، يدرك جيداً أن اللعب ضد باريس سان جيرمان أكبر من مجرد مباراة في بداية تجربته مع العملاق الإسباني لعدة أسباب يستعرضها "إرم نيوز" في السطور القادمة:

موقعة باريس.. مفتاح ثقة جماهير ريال مدريد

عانى ريال مدريد اهتزاز ثقة جماهيره بعد موسم باهت خاضه الفريق خسر خلاله جميع الألقاب المحلية أمام منافسه التقليدي برشلونة، كما تجرد من لقب دوري أبطال أوروبا.

واكتفى ريال مدريد بالتتويج بلقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتر كونتيننتال أمام منافسين أقل بكثير من مستواه، ولذا كان التتويج أمراً شبه محسوم.

 الفوز على باريس سان جيرمان حامل لقب دوري أبطال أوروبا يعني ببساطة للمدرب ألونسو تثبيت أقدامه والحصول على مفتاح ذهبي يمنحه ثقة جماهير ريال مدريد قبل موسم شاق وطويل.

وبخلاف أن هذا الفوز سيمنح ريال مدريد فرصة التأهل للنهائي والمنافسة على اللقب العالمي فإن إسقاط باريس سان جيرمان يعني مكاسب معنوية وفنية كبيرة للمدرب ألونسو.

القضاء على عدو ريال مدريد

السبب الرئيس الذي يجعل لهذا الفوز مذاقًا مختلفًا لدى ألونسو وجماهير ريال مدريد أنه سيكون أمام لويس إنريكي المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان وهو العدو اللدود للعملاق المدريدي منذ سنوات.

ولا يخفى على أحد أن إنريكي كان لاعباً في بداية مسيرته مع سبورتنغ خيخون قبل رحيله إلى ريال مدريد في يناير 1991 ولفت الأنظار بمهاراته المميزة في مركز الجناح الهجومي، قبل أن ينتقل إلى الغريم التقليدي برشلونة في يناير 1996 في صفقة مدوية أثارت جدلاً واسعاً.

واتهمت جماهير ريال مدريد وقتها إنريكي بالخيانة لمغادرته أسوار ملعب "سانتياغو برنابيو" إلى المنافس الكتالوني، وزادت كراهية الجماهير المدريدية لإنريكي بعد تتويجه بلقب الدوري الإسباني في نسختي 1997-1998، 1998-1999 وترجيحه كفة الفريق الكتالوني بشكل لافت، فقد حقق معه 7 بطولات.

واشتعل العداء التاريخي بين إنريكي وريال مدريد مع تعيينه مدرباً لفريق برشلونة خلال الفترة بين 2014 إلى 2017، فقد أعاد بريق العملاق الكتالوني وقاده لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا وتوج معه بلقب الدوري الإسباني مرتين، بخلاف كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي وكأس الملك 3 مرات وكأس السوبر المحلي مرة واحدة.

ومع تولي إنريكي قيادة منتخب إسبانيا، تصاعدت حملة مدريدية لانتقاد المدرب بعد تجاهله لاعبي الفريق في القائمة التي خاضت كأس العالم 2022 في قطر.

وضم إنريكي فقط الثنائي داني كارفخال وماركو أسينسيو وهو ما أثار حفيظة جماهير ريال مدريد والإعلام الذي ينتمي لفريق العاصمة، خاصة أن المدرب اختار وقتها 8 لاعبين من برشلونة.

تثبيت خطة اللعب

الفوز على باريس سان جيرمان لا يعني فقط التأهل للدور النهائي بالنسبة للمدرب ألونسو بل يعني تثبيت أركان طريقة لعبه وقناعة تامة بنجاحها، التي تعتمد على الاستحواذ وتبادل التمريرات بإتقان وبناء الهجمات بإيقاع منظم.

هذا الأسلوب لم يعتمد عليه ريال مدريد مع مدربه السابق أنشيلوتي الذي يميل أكثر للعب المباشر واستغلال سرعات الأطراف، ولكن ألونسو بدأ التغيير واعتمد على مشاركة 3 لاعبين في خط الدفاع ومنح فرصة أكبر لعناصر واعدة مثل أردا غولر وغونزالو غارسيا، كما تحسن الظهير الأيسر فران غارسيا تحت قيادته بشكل لافت.

هذه البوادر الإيجابية قد تتبخر في مواجهة اختبار قاسٍ وصعب أمام باريس بطل أوروبا والأكثر إقناعاً بعروضه ونتائجه في البطولة، وهو ما يجعل الفوز بهذه المواجهة بمرتبة اعتماد نهائي لخطط وأفكار ألونسو مع ريال مدريد.