ما أن وطأت أقدام المدرب الشاب تشابي ألونسو أرضية ملعب "سانتياغو برنابيو"، حتى بدأت رياح التغيير تعصف بقوة داخل جدران ريال مدريد.
ثورة تكتيكية وفنية هادئة، لكنها أطاحت بأسماء كانت حتى الأمس القريب تمثل ملوك النادي المتوجين ونجومه الأبرز تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.
وفي قلب هذه العاصفة، وجدت "كتيبة البرازيليين" نفسها الضحية الأكبر، حيث تحولت مكانتهم من لاعبين لا يمكن المساس بهم إلى مجرد أوراق على طاولة المدرب، يهددها التهميش والتجميد، بالطبع لم يكونوا وحدهم، فالضحايا وصلوا إلى خمسة نجوم.
1. فينيسيوس جونيور: نجم بلا بريق
الضحية الأولى والأكثر وضوحًا هو فينيسيوس جونيور، اللاعب الذي كان النجم الأول وهداف الفريق، وجد نفسه في صراع مرير مع الثقة بالنفس تحت قيادة ألونسو.
لم يعد فينيسيوس ذلك الجناح الذي ينهي المباريات، بل أصبح أول ورقة يتم التضحية بها على خط الملعب. وجود كيليان مبابي كنجم أول للمشروع الجديد سحب البساط من تحت قدميه، وباتت لغة جسده تعكس حالة من الإحباط، ووصلت ذروتها في مشهد خروجه غاضبًا في المباراة الأخيرة، في صورة تلخص انهيار مكانته من "ملك" إلى "لاعب بديل".
2. رودريغو: ضحية المواهب الشابة
أما رودريغو، الجناح الذي طالما كان الحل السحري لأنشيلوتي في الأوقات الصعبة، فقد شعر بأن أهميته تتبخر بسرعة، قرار ألونسو الجريء بالاعتماد على الموهبة الأرجنتينية الشابة فرانكو ماستانتونو وتفضيله عليه في العديد من المباريات، كان بمثابة رسالة واضحة بأن أيام رودريجو كلاعب أساسي قد ولّت.
لم يعد البرازيلي هو الورقة الرابحة، بل تحول إلى مجرد خيار ثانوي، ينتظر فرصة قد لا تأتي أبدًا في ظل ثقة المدرب المطلقة بالأسماء الجديدة.
3. إندريك: من نجم المستقبل إلى سجين الدكة
ربما يكون إندريك هو صاحب القصة الأكثر قسوة، فبعد موسم أول واعد مع أنشيلوتي، أبهر فيه الجماهير بأهدافه الحاسمة وحيويته، وجد المهاجم الشاب نفسه مجمّدًا تمامًا على مقاعد البدلاء.
قرر ألونسو الاعتماد بشكل كامل على المهاجم الشاب الآخر، غونزالو غارسيا ليتحول حلم إندريك الذي كان يُنظر إليه كمستقبل هجوم ريال مدريد إلى كابوس حقيقي، يقضيه في مشاهدة المباريات من مقعد لم يكن يتوقع أن يلازمه بهذه السرعة.

4. ديفيد ألابا: القائد الخبير خارج الحسابات
لم تقتصر ثورة ألونسو على اللاعبين الشبان فقط، بل طالت حتى أصحاب الخبرة، ديفيد ألابا، اللاعب المخضرم الذي كان قطعة أساسية في دفاع أنشيلوتي بفضل خبرته وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، وجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية.
صحيح أن إصاباته وحالته البدنية ساعدت في ذلك لكن أيضًا يبدو أن ألونسو يفضل مدافعين بخصائص مختلفة تتناسب مع أسلوبه الذي يعتمد على الضغط العالي والسرعة في الارتداد، ما جعل ألابا، رغم قيمته الكبيرة، خيارًا ثانويًا في حسابات المدرب الجديد.

5. داني سيبايوس: فرصة ضائعة
رغم أنه ليس برازيليًا، بيد أن داني سيبايوس كان يأمل في أن تكون حقبة ألونسو هي فرصته للتألق. لكن المدرب الشاب جاء بأفكار وأسماء جديدة لخط الوسط، ما قلص من دقائق لعب سيبايوس بشكل كبير، ليصبح ضحية أخرى لثورة لم ترحم أحدًا، وأثبتت أن كرة القدم لا تعترف بتاريخ اللاعبين بقدر ما تعترف بمدى ملاءمتهم لخطط المدرب الحالية.
