أثارت الخسارة المدوية لفريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي أمام نظيره بايرن ميونخ الألماني بنتيجة "10-0"، في المباراة التي جمعت بينهما، مساء أمس الأحد، ضمن مستهل مشوار الفريقين ببطولة كأس العالم للأندية، جدلًا واسعًا، حول مدى قوة الفرق المشاركة بالبطولة العالمية بنظامها الجديد.
وشهدت هذه المباراة ضغطًا قويًّا من بايرن ميونخ، بل أن أكثر من 90% من اللعب كان أمام مرمى أوكلاند سيتي.
ومع ذلك يُعد أوكلاند سيتي عملاقًا كرويًّا في قارته والأكثر تتويجًا بدوري أبطال أوقيانوسيا برصيد 13 مرة، بفارق 11 لقبًا عن أقرب منافس له، ولكن المفاجأة التي كشفت عنها العديد من الصحف العالمية أن الفريق يتكون معظمه من لاعبين هواة، حيث إنها رياضة لا تحظى بعوائد مالية كبيرة في قارتهم.
كونور تريسي
ومن دون شك، كان اللاعب الذي عانى أكثر من القوة الهجومية الكاسحة للفريق الألماني هو كونور تريسي، حارس مرمى أوكلاند سيتي، والذي، وعلى عكس ما قد توحي به النتيجة النهائية، أظهر قدرات واعدة كحارس مرمى، حيث تصدى لعدد من الكرات الخطرة التي كانت في طريقها إلى الشباك.
ورغم أن الحارس النيوزيلندي ارتكب أيضًا أخطاء مؤثرة، خصوصًا في تمريراته بالقدم أثناء محاولاته الفاشلة للخروج بالكرة والتي أسفرت عن أهداف في مرماه، فإنه من حيث التصديات تحت الخشبات الثلاث، كان كونور على مستوى البطولة.
وألقت صحيفة "abc" الضوء على مسيرة الحارس كونور تريسي، موضحة، إنه يعمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعيًّا في أكبر مستودع للأدوية البيطرية في أوكلاند، كمشغل لرافعة شوكية.
ويصف الحارس نفسه بأنه "عامل من الطبقة الكادحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، حيث بدأ مسيرته كعامل تغليف بدوام جزئي، قبل أن يشق طريقه تدريجيًّا ليصبح اليد اليمنى للمراقب العام في المستودع.
وتابعت: "لكن هذا الدور المهني لا يشكل سوى نصف حياته، إذ يوازن تريسي بين عمله اليومي وحياة كروية استثنائية من نوع آخر".
وشدد التقرير على أن رواتب الفريق لا تتجاوز 150 دولارًا أسبوعيًّا تُصرف على شكل نفقات.
وقال تريسي لـABC Sport: "أنا أصرف كل هذا المبلغ على البنزين"، مشيرًا إلى أن رحلته من العمل إلى التدريبات قد تستغرق في بعض الأيام ما يصل إلى ساعتين بسبب الازدحام الخانق في شوارع أوكلاند بعد الظهر، كما أنه اضطر إلى التقدّم بطلب للحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر من أجل المشاركة في كأس العالم للأندية مع فريقه.
وقال كونور: "لطالما اضطررت للجمع بين الإجازة السنوية وأيام غير مدفوعة، سأعاني قليلًا مع الإيجار والفواتير، لكن اللعب ضد بايرن ميونخ، وبنفيكا، وبوكا جونيورز يستحق 100% هذا العناء".
وأوضحت الصحيفة، أن جوردان فالي، الظهير الأيمن للفريق النيوزيلندي يعمل أيضًا مدرّسًا، حيث يعتبر كرة القدم ليست الرياضة السائدة بالنسبة له وبالنسبة لجميع اللاعبين أيضًا.
وأشار التقرير إلى أن الفريق يملك لاعبين آخرين يعملون في مجالات أخرى كبائعي مشروبات غازية، ووكلاء تأمين، ومهندسين.