قبل ساعات من "معركة كسر العظم" بين المنتخب السعودي ونظيره العراقي، التي ستحسم هوية المتأهل المباشر إلى كأس العالم 2026، لا تتجه الأنظار فقط إلى أرض الملعب، بل تمتد إلى القارة الأوروبية.
فهذه المباراة لن تكون مجرد مواجهة تكتيكية، بل هي "حرب" تدور رحاها بين جيش من اللاعبين المحترفين الذين يشكلون بعضا من قوام المنتخبين، والسؤال المطروح بقوة: من منهما يملك "الأسلحة" الأوروبية الأقوى والأكثر جاهزية لحسم هذه الموقعة التاريخية؟
أسلحة العراق: "المايسترو" إقبال يقود جيلًا واعدًا
يدخل منتخب العراق المباراة وهو مسلح بجيل مميز من المحترفين الذين ينشطون في أوروبا، ويقدمون مستويات لافتة تمنح "أسود الرافدين" أفضلية واضحة في الانسجام والخبرة.
يقود هذا الجيل العقل المدبر "المايسترو" زيدان إقبال، لاعب أوتريخت الهولندي، الذي رغم صغر سنه يمتلك رؤية ثاقبة وقدرة على التحكم في إيقاع اللعب اكتسبها من تجربته في مانشستر يونايتد، كما أضاف أخيرًا الحس التهديفي لمهاراته، ما يجعله الخطر الأكبر على الدفاع السعودي.
وإلى جانبه، يبرز الظهير الأيسر الطائر ميرخاس دوسكي، لاعب فيكتوريا بلزن التشيكي، الذي تمنحه مشاركاته الدائمة في البطولات الأوروبية صلابة دفاعية وخبرة هجومية.
وتكتمل القوة في خطي الدفاع والوسط بالثنائي حسين علي وأمير العماري، اللذين تضمن مشاركتهما أساسيين مع هيرنفين الهولندي وكراكوفيا البولندي جاهزيتهما البدنية والذهنية.
ولا يمكن إغفال الورقة الرابحة كيفن يعقوب، لاعب آرهوس الدنماركي، الذي يمثل سلاحًا مهمًا بخبرته البدنية وقدرته على تقديم الدعم الهجومي.
السعودية: سعود عبد الحميد يقود قائمة قصيرة ولكن نوعية
على الجانب الآخر، تبدو قائمة المحترفين السعوديين في أوروبا أقل عددًا، لكنها لا تخلو من الجودة. يقع على عاتقهم عبء تمثيل الكرة السعودية في المحافل الأوروبية، ويتصدرهم حاليًا الاسم الأبرز سعود عبد الحميد، لاعب لانس الفرنسي، ورغم أنه لا يشارك أساسيًا بانتظام، فإن مجرد وجوده في الدوري الفرنسي واحتكاكه بأقوى أجنحة العالم يمنحه نضجًا وخبرة فريدة في مركزه، وهو ما تؤكده تقييماته المرتفعة حين يشارك.
كما يمثل تألق مروان الصحفي ومهند آل سعد هذا الموسم مع أنديتهما بصيص أمل لمستقبل المحترفين السعوديين، ويؤكد وجود مواهب قادمة.
الخلاصة
في النهاية، تبدو المعركة غير متكافئة على الورق، حيث يملك العراق كوكبة من المحترفين الشبان والمنسجمين الذين يلعبون أدوارًا أساسية في أوروبا. أما السعودية، فتعتمد على خبرة لاعبين قلائل على رأسهم سعود عبد الحميد. ليلة المباراة ستكون الاختبار الحقيقي للإجابة عن السؤال الحاسم: هل ستنتصر جماعية المحترفين العراقيين، أم أن جودة وخبرة النخبة السعودية القليلة ستكون كافية لحسم بطاقة المونديال؟