تلقى برشلونة ضربة قوية بخسارته أمام ريال مدريد في الكلاسيكو، في مباراة كان يُنتظر منها أن تعيد التوازن للفريق الكتالوني خاصة في ظل المنافسة الشرسة على قمة الليغا.
اللقاء الذي جرى وسط أجواء مثيرة داخل سانتياغو برنابيو، انتهى بفوز أصحاب الأرض 1/2، وتأكيد صدارتهم للدوري الإسباني، فيما ترك برشلونة خلفه علامات استفهام كبيرة حول الأداء والتوازن داخل الفريق.
قبل المباراة، سادت أجواء من التوتر داخل معسكر برشلونة، بسبب تصريحات لامين يامال، والتي هاجم فيها فريق ريال مدريد وأكد أنهم يسرقون ثم يشتكون.
ولم تكن خسارة برشلونة فقط نتيجة أخطاء فردية أو قرارات تحكيمية، ولكنها انعكاس لمزيج من التوتر، وسوء التنظيم، وانخفاض الحماس الجماعي.
لامين يامال، الذي خطف الأنظار في الأسابيع الأخيرة، وجد نفسه هذه المرة في قلب الجدل.
اللاعب الشاب اختفى طوال المباراة، وانشغل كثيراً بالاحتكاكات والمواجهات الفردية داخل وخارج الملعب.
كلامه عن ريال مدريد قبل المباراة، وردود الفعل الغاضبة، أخرجت زملاءه من أجواء التركيز، وبدلا من أن يكون نقطة قوة، تحول وجوده إلى مصدر ضغط نفسي على الفريق.
تأثر لاعبو برشلونة بهذا التوتر، وفقدوا الهدوء المطلوب للتعامل مع مجريات اللقاء، خاصة في اللحظات التي احتاجوا فيها إلى التركيز لإنهاء الهجمات أو التعامل مع المرتدات السريعة.
هانزي فليك ارتكب خطأً تكتيكياً واضحاً عندما قرر الاعتماد على خط دفاع متقدم رغم الغيابات العديدة.
هذا القرار منح ريال مدريد مساحات واسعة خلف الخط، استغلها فينيسيوس ومبابي وبيلينغهام ببراعة.
المدرب الألماني حاول تطبيق أسلوب الضغط العالي، لكن التنفيذ كان ناقصاً بسبب غياب الانسجام بين خطوط الفريق، مما جعل برشلونة يتعرض لهجمات متتالية وخطرة طوال الشوط الأول.
النتيجة كانت خسارة السيطرة على وسط الملعب وتلقي الأهداف التي كان يمكن تفاديها لو لعب الفريق بواقعية أكبر.
أحد أكثر الجوانب وضوحاً في المباراة كان تفوق ريال مدريد في الالتحامات الفردية.
لاعبو برشلونة خسروا أغلب الكرات المشتركة، ولم يظهروا نفس الرغبة أو الشراسة التي أظهرها خصمهم.
ريال مدريد بدا أكثر جوعاً للفوز، وتحكم في الإيقاع بفضل سرعة لاعبيه في الارتداد وقدرتهم على افتكاك الكرة.
بينما اكتفى برشلونة بالتمرير العرضي، دون أن ينجح في فرض إيقاعه أو الضغط المستمر على دفاع الخصم.