أحداث عنف ومباريات متوقفة وبيانات غضب.. الدوري الليبي يعود لمربع الفوضى

تجددت أحداث العنف والفوضى في منافسات الدوري الليبي للمحترفين من جديد لتفتح الباب أمام سيل جارف من الأسئلة الحائرة حول مصير المسابقة لموسم 2024-2025.

ويعد الدوري الليبي للمحترفين من أطول المسابقات الكروية زمنيا في العالم، إذ إن الدوريات التي تبدأ في العادة خلال أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر حُسمت لهذا العام، فيما لا يزال الدوري الليبي مستمرا في مرحلته الثانية وسط غموض كبير بشأن موعد انتهائه في ضوء الأحداث الراهنة.

واعتبر كثير من المتابعين أن الوصول بالدوري الليبي إلى نهاية طبيعية سيكون مهمة شبه مستحيلة للاتحاد المحلي لكرة القدم وللجنة المسابقات بعد استمرار الأحداث المؤسفة اليوم الأربعاء والعودة إلى مربع الفوضى من جديد.

أزمة جديدة وديربي مشتعل

أحداث العنف والفوضى في الدوري لم تكن وليدة اليوم فقط، ولكن مباراة ديربي العاصمة طرابلس بين الاتحاد والأهلي مساء الأربعاء كانت حلقة أخرى في مسلسل الأحداث المؤسفة للكرة الليبية التي فقدت الكثير من مكانتها للأندية والمنتخبات على حد سواء.

وتوقفت مباراة الأهلي والاتحاد ضمن الجولة التاسعة من المرحلة الرئيسة بالدوري الليبي للمحترفين بعد اشتباكات وتبادل للعنف بين لاعبي الفريقين في الشوط الأول.

واضطر الحكم البرتغالي إلى الإعلان عن وقف المباراة نهائيا في آخر 5 دقائق من الشوط الأول عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم الاتحاد بهدف دون مقابل.

وأحرز اللاعب المغربي لنادي الاتحاد طرابلس نوفل الزرهوني هدفًا من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 40 ثم احتفل مع زملائه أمام دكة بدلاء فريق أهلي طرابلس بطريقة أثارت غضبهم.

ووسط أجواء مشحونة بالتوتر، أعلن الحكم البرتغالي وقف المباراة نهائيا، رافضا العودة لاستئناف اللعب، ورغم محاولة المراقب إعادة طاقم التحكيم فإن أعدادا من الجماهير تمكنت من اقتحام الملعب والوصول إلى المدرجات، وأعقب ذلك حدوث أعمال شغب بين بعض من مشجعي الفريقين لتنتهي المباراة على مشاهد فوضوية قبل أن تصل حتى للدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.

وشهدت المواجهة توترا بين لاعبي الفريقين، ما أدى بالحكم إلى رفع بطاقة الطرد في وجه لاعب الأهلي طرابلس حمدو الهوني بعد تبادل العنف مع لاعب الاتحاد الكوري.

وينتظر أن يصدر الاتحاد الليبي لكرة القدم تقريرًا رسميًا بشأن أحداث الديربي، وتحديد مصير المباراة ونتيجتها القانونية فضلا عن العقوبات في حق الفريقين.

بيان واتهامات

ونشر الاتحاد طرابلس بعد المباراة بيانا غاضبا بشأن ما وقع من أحداث، فقد أشارت المصادر إلى أن أعمال شغب وفوضى أعقبت خروج حافلة فريق الاتحاد وتسببت في أضرار فادحة.

وقال الاتحاد إنه يندد بما وقع من أعمال مسيئة في حق بعثة الفريق واعتداءت، مطالبا الاتحاد الليبي للعبة باتخاذ القرارات اللازمة بشأن ما تعرض له فريقه.

وطالب نادي الاتحاد مسؤولي السلطات في ليبيا واتحاد الكرة بفتح تحقيق في ما حدث لبعثة النادي واتخاذ الإجراءات والقرارات التي تعيد للفريق حقه.

اعتداء على البدري

وقبل نحو أسبوع كان مدرب النادي الأهلي طرابلس، حسام البدري وطاقمه المساعد ولاعبي الفريق عرضة للاعتداء بالعنف من قبل بعض جماهير النادي إثر التعادل (2-2) مع السويحلي في الجولة السابعة من المرحلة الرئيسية.

وقالت مصادر إن عشرات المشجعين للنادي الأهلي اقتحموا غرف تبديل الملابس واعتدوا على حسام البدري ومساعديه واللاعبين.

 وأضافت أن اللاعبين ومن بينهم مؤيد اللافي ومراد الهذلي حاولوا الدفاع عن الفريق ككل واستعملوا خرطوم مياه الإطفاء لصد المهاجمين.

ولم يصدر الاتحاد الليبي حتى الآن أي موقف تجاه تلك الحادثة، فيما ندد الأهلي طرابلس بالأحداث العنيفة التي قامت بها فئة من الجماهير.

وكان الاتحاد الليبي لكرة القدم أعلن أمس الثلاثاء أن منافسات مرحلة سداسي التتويج وهي المرحلة النهائية والحاسمة للدوري ستقام في مدينة ميلانو الإيطالية وسيشارك فيها 6 فرق تجري في ما بينها 5 مباريات لكل فريق بنظام البطولة المجمعة.

ويأتي قرار الاتحاد بإجراء المنافسات خارج ليبيا تفاديا لأحداث العنف والفوضى رغم أنه اتخذ بالتنسيق مع السلطات الأمنية قرارا بإجراء منافسات الدوري دون حضور الجمهور.