في تصريحات حصرية أدلى بها لحساب جائزة الكرة الذهبية الرسمي، ألقى النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول، قنبلة إعلامية أحدثت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية العربية والأفريقية.
ورداً على سؤال بشأن هوية اللاعب الأفضل في تاريخ قارة أفريقيا، مازح صلاح المذيع قائلاً بابتسامة عريضة: "أنا"، قبل أن يستدرك سريعاً ليقدم قائمته النهائية بجدية تامة، وضمت ثلاثة أسماء أسطورية هي: الليبيري جورج ويا، الإيفواري ديدييه دروغبا، والكاميروني صامويل إيتو.
قائمة ذهبية وغياب صادم
ما بين المزحة والجدية، سقط اسم كبير من حسابات صلاح، وهو الغياب المدوّي للنجم الجزائري رياض محرز، لاعب الأهلي السعودي.
هذا التجاهل لم يمر مرور الكرام، بل فتح الباب على مصراعيه للتساؤلات حول طبيعة العلاقة بين اثنين من أعظم اللاعبين العرب في الجيل الحالي، وحول الأسباب الحقيقية وراء استبعاد لاعب بحجم وقيمة محرز من قائمة تضم صفوة القارة.
فمحرز ليس مجرد لاعب مهاري، بل هو صانع تاريخ حقيقي؛ قاد ليستر سيتي في معجزة الفوز بالدوري الإنجليزي، وفاز باللقب مجدداً مع مانشستر سيتي، كما تُوّج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا، وقاد منتخب بلاده للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2019، وهو إنجاز قاري كبير استعصى على صلاح نفسه.
معايير الأفضلية في عيون صلاح
قد يكمن سر التجاهل في قراءة صلاح الخاصة لمعايير الأفضلية، فاختياراته ركزت على أيقونات تركت بصمة عالمية طاغية، جورج ويا هو الأفريقي الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية، بينما كان دروغبا وإيتو مهاجمين فتّاكين قادا فرقهما للسيطرة على دوري أبطال أوروبا، وكانا يمثلان القوة الهجومية الضاربة التي لا يمكن إيقافها.
ربما يرى صلاح أن هذا النوع من التأثير الفردي العالمي الساحق، والقدرة على حمل الفريق هجومياً على أعلى مستوى أوروبي، هو المقياس الحقيقي للعظمة، وهو ما قد يفسر تفضيله لهذه الأسماء على حساب محرز الذي كان، رغم عبقريته، جزءاً من منظومة جماعية متكاملة في مانشستر سيتي.
منافسة صامتة أم رسالة مقصودة؟
يصعب تجاهل فرضية وجود منافسة صامتة بين النجمين، فعلى مدار سنوات، كان الصراع محتدماً بينهما على لقب "فخر العرب" في الملاعب الأوروبية.
ورغم الاحترام المتبادل الظاهري، فإن هذه المنافسة الشرسة قد تلقي بظلالها على اختياراتهما، قد يكون تصريح صلاح، سواء كان مقصوداً أم مجرد زلة لسان، تعبيراً عن هذه المنافسة، ورسالة ضمنية بأنه يرى نفسه في مكانة تاريخية مختلفة.
في النهاية، أشعلت كلمات صلاح نقاشاً لن يهدأ قريباً، فبينما قدم قائمة من الأساطير التي لا يختلف عليها اثنان، فإن "سر التجاهل التام" لرياض محرز حوّل الأنظار من الأسماء المذكورة إلى الاسم الذي غاب، تاركاً الجماهير في حيرة ودهشة، ومتسائلة عن الدوافع الحقيقية وراء صدمة لم تكن في الحسبان.