لم تكن صافرة نهاية مباراة الهلال والخليج مجرد إعلان عن 3 نقاط جديدة أضيفت لرصيد "الزعيم"، بل كانت أشبه بجرعات مسكنة أخفت تحتها آلاماً فنية وتكتيكية قد تودي بموسم الفريق الأزرق بالكامل.
صحيح أن الهلال نجح في تقليص الفارق مع النصر "المتصدر" إلى نقطة واحدة، لكن الطريقة التي تحقق بها هذا الفوز الدرامي (3-2) بعد التقدم بثلاثية نظيفة، دقت ناقوس الخطر في أروقة النادي، موجهة رسالة تحذير شديدة اللهجة للمدرب سيموني إنزاغي، الوضع ليس على ما يرام، والمطاردة قد تنتهي قبل أن تبدأ فعلياً إذا استمر هذا السيناريو.
الهلال اليوم يسير على خيط رفيع، وبينما تحتفل الجماهير بالفوز، يدرك المحللون أن الاستمرار بهذا الأداء المهزوز لن يصمد طويلاً أمام قطار النصر السريع.
إليكم أخطر 5 عقبات تهدد حلم الهلال في استعادة الصدارة:
1- الدفاع الزجاجي.. غفوة تكلف بطولات
العقبة الأولى والأكثر وضوحاً هي الهشاشة الدفاعية المفاجئة التي ضربت الفريق في الدقائق الأخيرة. أن ينجح منافسك في تسجيل هدفين في غضون 5 دقائق فقط، وكاد يدرك التعادل، هو مؤشر كارثي لفريق يبحث عن اللقب.
هذه الغفوة الدفاعية ليست مجرد أخطاء فردية، بل تعكس خللاً في المنظومة الخلفية وفقدانا للتركيز الذهني في الأوقات القاتلة.
البطولات الطويلة تُحسم بالدفاع الحديدي، وما أظهره الهلال أمام الخليج يؤكد أن الخط الخلفي قد يكون الثقب الأسود الذي سيبتلع طموحات الفريق إذا لم يتم تداركه فوراً.
2- جحيم المركز الثاني.. ضغط المطاردة
نفسياً، اللعب وأنت في المركز الثاني يختلف تماماً عن اللعب وأنت في الصدارة، الهلال الآن تحت رحمة الضغط الرهيب؛ فهو مطالب بالفوز في كل مباراة وانتظار تعثر النصر.
هذا الوضع يضع اللاعبين تحت ضغط عصبي هائل، حيث يصبح أي تعادل بمثابة هزيمة، وأي خطأ بسيط يتحول إلى أزمة كبرى، اللعب تحت سيف ممنوع الخطأ قد يدفع اللاعبين للتسرع وفقدان التركيز، وهو ما ظهر جلياً في ارتباك الفريق بمجرد أن اهتزت شباكه بالهدف الأول.
3- أشباح الإرهاق.. وفاتورة التوقف الدولي
ظهر لاعبو الهلال أمام الخليج بأجساد منهكة، وكأنهم يحملون أثقالاً في أقدامهم، العودة من فترة توقف والمشاركة في استحقاقات المنتخبات جعلت الفريق يبدو فاقداً للطاقة والاشتراط البدني اللازم.
الإجهاد هو العدو الخفي الذي يضرب في منتصف الموسم، ومع تلاحم المباريات، قد يجد إنزاغي نفسه أمام مستشفى مليء بالإصابات العضلية إذا لم يقم بتدوير اللاعبين بذكاء، مما سيفقده أسلحته الفتاكة في وقت الحسم.
4- تمرد الصغار.. لا مباريات سهلة بعد اليوم
لم تعد الفرق المتوسطة أو التي تصارع الهبوط لقمة سائغة، ما فعله الخليج من جرأة هجومية ومحاولة للعودة في النتيجة يثبت أن شراسة الخصوم قد زادت.
الفرق لم تعد تركن الحافلة أمام الهلال، بل أصبحت تلعب بندية وتهاجم بضراوة، هذا التحول يعني أن الهلال سيستنزف طاقة مضاعفة في كل جولة لتجاوز عقبات كانت تعتبر سابقاً نزهة كروية، مما يزيد من صعوبة المهمة.
5- قطار النصر الذي لا يتوقف
العقبة الأكبر تكمن في المنافس ذاته، النصر هذا الموسم لا يرحم؛ يسير بخطى ثابتة، يحصد النقاط بالعلامة الكاملة، ولا يبدو أنه يعتزم التفريط في أي نقطة بسهولة.
التعويل على تعثر النصر يبدو رهاناً خاسراً في ظل المستويات العالية التي يعيشها العالمي. قوة النصر تفرض على الهلال أن يكون مثالياً بنسبة 100%، لأن أي هفوة زرقاء ستعني توسيع الفارق لنقاط قد يستحيل تعويضها لاحقاً.
في الختام، الكرة الآن في ملعب إنزاغي؛ فإما أن يعالج هذه الثغرات سريعاً ويحول هذا الفوز الصعب إلى درس للمستقبل، أو أن يظل "البعبع الهلالي" مجرد اسم بلا أنياب حقيقية، يكتفي بمشاهدة النصر وهو يبتعد باللقب جولة تلو الأخرى.
