مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
في خطوةٍ يمكن وصفها بالمقامرة الانتحارية، أو الخطة المدروسة لسيناريو الرحيل، قررت إدارة نادي الاتحاد السعودي تأجيل أي محادثات لتجديد عقود ثلاثي الفريق الأبرز: كريم بنزيما، نغولو كانتي، فابينيو، إلى ما بعد فترة الانتقالات الشتوية في يناير. هذا القرار ليس مجرد تأجيل إداري روتيني، بل هو إشارة خطيرة تفتح الباب على مصراعيه لأسوأ كابوس قد يواجه النادي.
المقامرة الانتحارية.. يناير يفتح أبواب الرحيل
لماذا هي مقامرة انتحارية؟ ببساطة، لأن شهر يناير هو النافذة الحرة، بدخول هؤلاء النجوم الثلاثة فترة الستة أشهر الأخيرة في عقودهم، يمنحهم القانون الحق في التوقيع مجانًا لأي نادٍ آخر في العالم، دون أن يحصل الاتحاد على ريال واحد.
أن تترك العمود الفقري لفريقك بالكامل، ممثلاً في قائد وهداف (بنزيما)، ورئة خط الوسط (كانتي)، وجدار الارتكاز (فابينيو)، عرضةً للإغراءات الخارجية، هو قرار لا يمكن تفسيره إلا بأحد أمرين: إما أنه انتحار إداري كارثي، وإما أنه الخطة بحد ذاتها.
الخطة الخفية.. هل تريد الإدارة طردهم؟
وهنا يكمن التحليل الأكثر رعبًا لجماهير الاتحاد: هل الإدارة تريدهم أن يرحلوا؟ هل أصبحت رواتبهم الباهظة عبئًا لا يمكن تحمله، وباتت الإدارة تبحث عن طريقة غير مباشرة وواضحة لإنهاء حقبتهم؟
يبدو أن الإدارة اختارت الصمت كسلاح، فبدلاً من الدخول في مفاوضات شاقة لإقناعهم بالرحيل أو تخفيض عقودهم، قررت ترك الوقت و القانون يقومان بالمهمة. إنها رسالة سلبية واضحة للاعبين: نحن لن نجدد لكم الآن، والباب مفتوح أمامكم لتوقيع عقودكم القادمة.
بنزيما.. الضوء الأخضر لنيوم
الضحية الأكبر في هذه اللعبة هو كريم بنزيما، النجم الفرنسي، الذي ارتبط اسمه أخيرًا بعروض أوروبية وحتى عروض من داخل المملكة (تحديدًا مشروع نيوم)، يجد نفسه الآن في موقف اللاعب غير المرغوب فيه تكتيكيًا. كان يمكن للإدارة أن تخرج لتدعم قائدها وتنهي الجدل، لكن تأجيل ملفه هو بمرتبة ضوء أخضر غير مباشر له ولنيوم (أو غيره) للبدء في ترتيبات الرحيل.
إنها مقامرة ستدمر النادي إذا قرر الثلاثة البقاء والمطالبة بعقود ضخمة في اللحظة الأخيرة، أو إذا قرروا الرحيل مجانًا دفعة واحدة. لكنها خطة ذكية إذا كانت الإدارة قد قررت بالفعل التخلص منهم.
في كلتا الحالتين، الإشارة خطيرة للغاية، صمت الإدارة الآن يعني شيئًا واحدًا: أن الاتحاد قرر التضحية بالأسماء التي جلبت المجد في الموسم الماضي والأزمات أخيرًا، وأن رحيل بنزيما لم يعد شائعة، بل أصبح قرارًا ينتظر التنفيذ في يناير.