في نبأ مؤسف هز الأوساط الرياضية، تم تأجيل مباراة نادي برشلونة ضد أوساسونا التي كان من المقرر إقامتها ضمن منافسات الدوري الإسباني، وذلك حدادا على وفاة طبيب النادي الكتالوني المحبوب.
هذه الظروف المأساوية ألقت بظلالها على المشهد الكروي، وأدت إلى تغييرات في جدول المباريات قد تحمل في طياتها تداعيات على صراع قمة الدوري الإسباني.
برشلونة يتمتع بأفضلية مؤقتة وجدول مباريات معقد
يحتل نادي برشلونة حاليا صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق 3 نقاط عن غريمه التقليدي ريال مدريد، ومع تأجيل مباراته أمام أوساسونا، يجد برشلونة نفسه في موقف فريد.
فجدول المباريات المتاح لإعادة هذه المباراة المؤجلة يبدو ضيقا للغاية، ولا يلوح في الأفق موعد مناسب إلا في سيناريوهات محددة.
الاحتمال الأول يكمن في نهاية شهر أبريل، شريطة ألا يتأهل برشلونة إلى نهائي كأس ملك إسبانيا، أما الاحتمال الثاني، فيرتبط بإيجاد موعد بين الجولتين الأخيرتين من الموسم، وهو أمر يضيف ضغطا إضافيا في المراحل الحاسمة.
والاحتمال الأخير هو إقامة المباراة في حال خروج برشلونة المبكر من دوري أبطال أوروبا، وهو ما يأمل مشجعو النادي الكتالوني ألا يتحقق.
هذا التأجيل يمنح ريال مدريد وأتلتيكو مدريد أفضلية نسبية حتى شهر مايو المقبل، حيث سيتمكنان من خوض مباراة إضافية قبل برشلونة في كل جولة، في المقابل، يضع هذا الضغط الإضافي على كاهل لاعبي برشلونة، الذين سيخوضون مباراة مؤجلة في وقت لاحق من الموسم، ربما في فترة حرجة قد تحدد مصير اللقب.
سيناريو الفوز 17-0: مستحيل رياضيا وعمليا
في ظل هذه المعطيات، يتركز اهتمام مشجعي ريال مدريد على مباراتهم، مساء الأحد، ضد رايو فاليكانو، حيث يطمح عشاق الفريق الملكي في تحقيق فوز كبير يعوضون به فارق الأهداف الكبير الذي يفصلهم عن برشلونة، والذي يبلغ حاليا 17 هدفا، لكن هل يمكن تصور سيناريو يتصدر فيه ريال مدريد الدوري بفارق الأهداف في هذه الجولة؟ الإجابة القاطعة هي: لا.
لكي يتحقق هذا السيناريو الخيالي، يجب على ريال مدريد الفوز على رايو فاليكانو بنتيجة 17-0 على الأقل، وهذا الأمر يعتبر مستحيلا من الناحية الرياضية والعملية.
ففي عالم كرة القدم الحديث، نادرا ما نشهد انتصارات ساحقة بهذا الفارق الكبير، خاصة في دوري قوي ومنافس مثل الدوري الإسباني.
رايو فاليكانو فريق منظم ومقاتل، ولن يكون لقمة سائغة أمام ريال مدريد مهما كانت الظروف، حتى لو كان ريال مدريد في أفضل حالاته ورايو فاليكانو في أسوأ أيامه، فإن تحقيق نتيجة 17-0 يظل ضربا من الخيال.
تعويض فارق الأهداف عبر جولات عديدة
السيناريو الأكثر واقعية لتعويض فارق الأهداف يكمن في تقليصه تدريجيا عبر مباريات عدة، فريال مدريد بحاجة إلى تسجيل أهداف غزيرة في مبارياته القادمة، مع الحفاظ على صلابة دفاعه وتقليل الأهداف التي يتلقاها.
في المقابل، يجب أن ينخفض معدل تسجيل برشلونة للأهداف، أو أن يتلقى الفريق الكتالوني أهدافا أكثر من منافسه الملكي، لكن حتى هذا السيناريو يبدو صعبا في ظل المعطيات الحالية، فمن جهة، يمتلك برشلونة خط هجوم قوي بقيادة ليفاندوفسكي، وقادر على تسجيل الأهداف في أي مباراة.
ومن جهة أخرى، سيعود برشلونة إلى اللعب في الدوري الإسباني اعتبارا من السبت القادم، وسيكون بإمكانه مواصلة جمع النقاط والحفاظ على فارق النقاط والأهداف، أو حتى زيادته.
وعلى أي حال لن يكون فارق الأهداف مفيدا في نهاية الموسم، حيث يتم استخدامه في ترتيب الأندية حتى الجولة الـ38 ثم يتم ترتيب الجدول عن طريق المواجهات المباشرة، التي يتفوق فيها برشلونة حتى الآن برباعية نظيفة.