صنعت كرة القدم المغربية الحدث من جديد وكتبت فصلا جديدا من المجد عندما حقق منتخب الشباب تأهلا تاريخيا للدور النهائي لكأس العالم (تحت 20 عاما) أمس الأربعاء على حساب فرنسا بركلات الترجيح (5 ـ 4) بعد نهاية المباراة بالتعادل (1 ـ 1).
وبعد الإطاحة بإسبانيا والبرازيل في الدور الأول والفوز على كوريا الجنوبية في ثمن النهائي والولايات المتحدة في ربع النهائي، واصل "قطار" أشبال الأطلس مسيرته المذهلة دون توقف ليهزم أمس منتخب فرنسا، أحد كبار القارة الأوروبية ويضرب موعدا مع الأرجنتين في المشهد الختامي للبطولة.
وقبل موعد الأحد 19 أكتوبر الجاري، الذي ينتظر أن يكون فيه رفاق ياسر الزابيري أمام فرصة كتابة صفحة ذهبية في تاريخ كرة القدم العالمية، حققت المغرب إنجازات لافتة في ظرف أقل من 3 سنوات لتصبح قوة كروية عالمية تنافس الكبار وتتألق في المحافل الدولية الكبرى.
وفي الحقيقة لا يبدو إنجاز فريق المدرب محمد وهبي أول من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية، بل هو امتداد لسلسلة من النجاحات المذهلة التي جمعت بين التألق والنتائج اللافتة على أرض الملعب وبين استضافة أحداث رياضية كبرى.
ومنذ تألق أسود الأطلس في كأس العالم 2022 وبلوغ نصف النهائي، بات المغرب ضمن عمالقة الكرة في العالم، على الصعيد الفردي بتألق لاعبيها في كبرى الأندية الأوروبية، والجماعي من خلال النتائج الباهرة للمنتخبات في كل الفئات تقريبا.
ويرصد التقرير التالي 4 إنجازات انفردت بها كرة القدم المغربية واعتلت بها درجات مرموقة لتصبح قوة كبرى في ملاعب الرياضة الشعبية الأولى في العالم:
مونديال 2022: بداية الصعود نحو المجد
في كأس العالم قطر 2022، لم يكن المنتخب المغربي من بين المنتخبات المرشحة حتى للتأهل للدور ثمن النهائي، ذلك أن القرعة لم تكن رحيمة بأسود الأطلس ووضعتهم وجها لوجه مع بلجيكا وكرواتيا، وهما على التوالي ثالث ووصيف بطل نسخة 2018.
لكن رفاق حكيم زياش حققوا آنذاك نتائج مذهلة فاقت كل التوقعات، وفازوا على 3 منتخبات أوروبية كبرى، حيث كانت البداية ببلجيكا (2 ـ 0) ثم إسبانيا في ثمن نهائي مشهود كان بطله ياسين بونو حارس مرمى المغرب الذي تصدى لـ3 ركلات ترجيح.
وواصل أسود الأطلس رحلة الصعود في المونديال ليكتبوا أمجاد الكرة العربية والإفريقية من خلال الفوز على البرتغال بهدف يوسف النصيري والتأهل لنصف النهائي.
وبات المغرب بعد ذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي في تاريخ كأس العالم، ورغم الخسارة أمام كرواتيا في المباراة الترتيبية، والاكتفاء بالمركز الرابع، كان صدى إنجاز الكرة المغربية في المونديال عظيما وذا شأن كبير.
الأولمبياد: تأكيد الريادة عربيا وإفريقيا
وبعد أقل من عامين من إنجاز المونديال، صنع أشرف حكيمي وسفيان رحيمي وعبد الصمد الزلزولي إنجازا جديدا في الألعاب الأولمبية عندما أحرز الميدالية البرونزية بعد مشوار مذهل على ملاعب باريس.
واستطاع المنتخب المغربي أن يهزم الأرجنتين في مباراة مثيرة في الدور الأول قبل أن يواصل رحلته المذهلة ويحقق الفوز على مصر في مباراة النهائي الصغير أو الميدالية البرونزية ويكون رسميا على منصة التتويج كأول منتخب عربي يتوج بالبرونز الأولمبي.
وفاز رفاق حكيمي على المنتخب المصري (6 ـ 0) ليؤكدوا تفوقهم العربي والإفريقي ودخولهم العالمية من أوسع أبوابها.
إنجازات للمحليين وتألق للسيدات
وبجانب المنتخبين الأول والأولمبي، واصلت الكرة المغربية رحلتها الممتعة على كل الأصعدة، ففي الصيف الماضي، بلغ منتخب السيدات نهائي كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية تواليا.
ورغم الخسارة أمام نيجيريا في مباراة دراماتيكية، فإن لبؤات الأطلس تركن أطيب الانطباعات وتأهلن للمرة الثانية إلى كأس العالم للسيدات.
وبدوره، لم يخالف منتخب المحليين القاعدة، وسار على طريق رحلة أمجاد الكرة المغربية عندما توج في أغسطس الماضي بكأس إفريقيا للاعبين المحليين بعد مباراة مثيرة في النهائي أمام مدغشقر.
وواصل أسود الأطلس تألقهم عربيا وإفريقيا وأولمبيا وعالميا، خلال الشهر الجاري بمشوار مذهل في مونديال الشباب ليبلغوا النهائي ويصبحوا على بعد خطوة واحدة من إنجاز خرافي رغم أن الوصول للنهائي في بطولة عالمية بحجم مونديال الشباب أدخل الكرة المغربية التاريخ من أوسع أبوابه في انتظار الصدام القوي ضد الأرجنتين.
وبجانب، الاستعداد لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 في ديسمبر 2025 ويناير 2026، وهو أيضا إنجاز يحسب للبلاد، تأهل أسود الأطلس من جديد لنهائيات كأس العالم 2026 وذلك للمرة السابعة في تاريخهم والثالثة تواليا.
