
يواجه مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب موجة كبيرة من الانتقادات وصلت إلى حد المطالبة برحيل مجلسه، بسبب سلسلة من الأخطاء التي أثرت على استقرار النادي الفترة الماضية، سواء من حيث التخطيط الرياضي، أو التعاقدات، أو طريقة التعامل مع الأزمات المالية والإدارية.
قرارات مثل التعاقد مع لاعبين دون المستوى، وتأخر صرف المستحقات، بالإضافة إلى سوء إدارة بعض الملفات المهمة مثل التأخر في تجديد عقود أبرز نجوم الفريق، مثل أحمد سيد "زيزو"، كانت سبباً كافياً لإشعال غضب الجماهير ضد حسين لبيب، وتعالت هذه النبرة في مواجهة الفريق الأخيرة أمام الجونة في استاد القاهرة، واشتعلت الهتافات ضد لبيب ومجلسه أجبرته على ترك مقعده في المقصورة الرئيسة والرحيل.
فشل الصفقات
تعرض الزمالك لانتقادات بسبب التعاقد مع لاعبين لم يقدموا الأداء المأمول منهم، ولم يضيفوا أي تغيير لتشكيلة الفريق، مما أدى إلى خسائر مالية دون تحقيق الفائدة المرجوة.
فعلى سبيل المثال، في العام 2024، تعاقد النادي مع 10 لاعبين جدد لم يتمكن الكثير من منهم إثبات أنفسهم، أو تقديم الإضافة المطلوبة للفريق، مما أدى إلى خسارة ملايين الجنيهات، مثل زياد كمال الذي تم إنهاء إعارته، مؤخراً، وعاد لصفوف إنبي، بعدما انضم ببنود عقد أثارت جدلاً واسعاً.

وينطبق نفس الأمر على البولندي كونراد ميشالاك القادم من أحد، والذي تسعى الإدارة أيضاً لإنهاء إعارته، لكن ناديه السعودي يرفض الأمر تماماً، أيضاً محمود بنتايك، الذي يرغب هو الآخر في الرحيل عن الفريق والعودة لسانت إتيان الفرنسي بسبب عدم مشاركته خلال الفترة الماضية بشكل أساس.
كذلك فشل الزمالك في استعادة بعض نجومه السابقين الذين انتقلوا إلى الغريم الأزلي، مما أثار غضب الجماهير، مثل أشرف بن شرقي الذي انضم إلى النادي الأهلي في الميركاتو الشتوي الحالي، حيث فشل مسؤولو الزمالك في ضم اللاعب خلال فترتي انتقالات، فبعدما كان اللاعب قريباً من النادي الأبيض في الانتقالات الصيفية ابتعد بسبب خلافات على المقابل المادي ليعود اللاعب المحسوب على القلعة البيضاء للأهلي في صفقة أثارت غضب أبناء ميت عقبة.
لا يمتلك نادي الزمالك موارد مالية ضخمة سواء كانت عقوداً إعلانية كبيرة، أو مقار أخرى للنادي تدر عليه دخلاً من الاشتراكات مثل النادي الأهلي، لكن حتى حال لأموال التي تدخل خزينة النادي من الفوز ببطولة مثل الكونفدرالية أو السوبر الأفريقي، يتفاجأ الجمهور بإهدار هذه الموارد بتسديد غرامات للاعبين أو مدربين سابقين، لدرجة أن يخرج اللاعبون سواء المحترفين أو المحليين للشكوى من تأخر المستحقات أو المكافآت، وهو ما يثير دائماً تساؤلات الجماهير عن كيفية إدارة موارد النادي.
كذلك كشف حسين لبيب، عندما كان رئيس اللجنة المكلفة بإدارة النادي سابقاً أن ديون الزمالك ليست مقتصرة على الضرائب فقط، بل تشمل غرامات وديوناً أخرى، وأشار إلى أن المشكلة تكمن في سوء استخدام الموارد وسوء إدارتها، ولكن عندما تولى المسؤولية بانتخابات رسمية لم يقم هو الآخر بحل هذه الأزمة حتى الآن.
احتياجات فريق الكرة ونافذة يناير
يواجه نادي الزمالك تحديات تتعلق بتعزيز صفوف فريق كرة القدم لتلبية احتياجاته الفنية، خاصة في ظل تراجع الأداء خلال الفترة الأخيرة.
تتطلب هذه التحديات تدعيمات في عدة مراكز حيوية لضمان المنافسة على البطولات المحلية والقارية، حيث يحتاج الزمالك بصورة عاجلة لدعم فريق الكرة بظهير أيسر ورأس حربة، وجناح متعدد المراكز.
ومع اقتراب نافذة الانتقالات من إغلاق أبوابها لا يجد الجمهور أي بوادر على إبرام تعاقدات ذات أسماء رنانة، ولكن ارتبط الزمالك بلاعبين من أندية الدرجة الثانية مثل مهند بكري، مدافع مصر المقاصة، الذي ذكرت التقارير أن صفقة ضمه تعثرت أيضاً.
هذه الإخفاقات المتتالية أدت إلى حالة من الغضب بين جماهير الزمالك، التي طالبت الإدارة بسرعة التحرك لتلبية احتياجات الفريق، وتعزيز صفوفه بما يتناسب مع طموحات المنافسة على الألقاب.
الاهتمام الزائد بألعاب السيدات
كما انتقد العديد من جماهير الزمالك إدارة حسين بسبب التركيز الكبير على دعم فرق السيدات بالنادي على حساب الفريق الأول لكرة القدم.
هذا الانتقاد يأتي في ظل تراجع أداء فريق كرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي، حيث يعتقد البعض أن الموارد المالية والاهتمام الإداري يجب أن يكونا موجهين بشكل أكبر إلى احتياجات الفريق الأول، الذي يعاني من ضعف في التعاقدات، ودعم مراكز معينة.
ويوجه الدعم الأبيض لفريق كرة القدم للسيدات، الذي حقق، مؤخراً، فوزاً ثميناً على البنك الأهلي بهدف نظيف في إطار منافسات الجولة الـ16 لبطولة الدوري المصري، ورغم ذلك يحتل الفريق المركز الرابع في المسابقة المحلية.
أيضاً يوجه الدعم لفريق كرة اليد، الذي خسر أمام الغريم التقليدي، الأهلي، في ربع نهائي كأس مصر للموسم المحلى 2024 - 2025.