مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
فشل الاتحاد السعودي في مواصلة حصد الألقاب في موسم 2024 ـ 2025، وعجز أمام النصر في التأهل للدور النهائي لكأس السوبر السعودي بعد خسارته (2 ـ 1) في هونغ كونغ، اليوم الثلاثاء.
ورغم أنه لعب بزيادة عددية لما يقارب 70 دقيقة بعد طرد مهاجم النصر ساديو ماني، لم ينجح الاتحاد في الاستمرار في المسابقة وإكمال طريقه نحو اللقب الثالث في الموسم، ليغادر السباق تاركًا وراءه أسئلة عدة حول أسباب الإخفاق الذريع لبطل دوري روشن للمحترفين.
وانهار لاعبو الاتحاد في الشوط الثاني من المباراة التي بدأها النصر بقوة عندما أرسل مارسيلو بروزوفيتش تمريرة عرضية من الجهة اليسرى حوّلها ساديو ماني بتسديدة مباشرة من داخل منطقة الجزاء إلى الشباك.
وأدرك الاتحاد التعادل بعدها بست دقائق من تحرك جماعي رائع بدأ عند ماريو ميتاج ثم استقبلها موسى ديابي، ليرسل تمريرة رائعة إلى ستيفن بيرغوين الذي حوّلها بدوره إلى الشباك.
ولم تدم فرحة ماني بتسجيله هدف التقدم للنصر طويلًا، إذ حصل على بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 25 إثر تدخله بقوة على حامد الشنقيطي حارس الاتحاد، بعد رجوع الحكم إلى تقنية الفيديو المساعد.
وسجل النصر ثاني أهدافه في الدقيقة 61 بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد، عندما لعب رونالدو تمريرة أرضية من جهة اليسار حوّلها الوافد الجديد جواو فيليكس إلى الشباك.
وبجانب الأداء المخيب للآمال لكريم بنزيما، تقف بعض العوامل الكبرى وراء خسارة الاتحاد نوردها في التقرير التالي:
غياب رايكوفيتش
دخل الاتحاد مباراة نصف نهائي السوبر دون حارسه الأساسي الصربي رايكوفيتش، أحد العناصر التي أسهمت بشكل كبير في المسيرة اللافتة للفريق في موسم 2024 ـ 2025، عندما توج رجال المدرب لوران بلان بلقب الدوري.
ومن الواضح أن بناء فريق أو تشكيلة لمباراة حاسمة أو مسابقة كبرى يحتاج قبل كل شيء إلى أن يكون حارس مرمى قادرًا على الوقوف بقوة أمام هجوم الفريق المنافس، فما بالك إذا كان الأخير يدعى النصر، ويملك أسماء مثل كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس وساديو ماني وكينغسلاي كومان.
واعتمد الاتحاد على الحارس حامد الشنقيطي الذي يتحمل مسؤولية في الهدف الأول، وهو ما يؤكد أن غياب رايكوفيتش، الذي لم يلعب أية مباراة منذ نهائي كأس الملك أمام القادسية، كان مؤثرًا جدًا.
طرد ساديو ماني.. مفعول عكسي!
حصل الاتحاد على فرصة كبيرة للعودة في المباراة بعد التعادل من بيرغوين، خاصة بعد طرد ساديو ماني المبكر، ولكن فريق المدرب لوران بلان لم يستغل ذلك الوضع بالمرة، بل حصل العكس وهو أن النصر هو الذي أمسك زمام الأمور في موقعة نصف النهائي.
وبدا أن رفاق نغولو كانتي استسهلوا المباراة واعتقدوا أن ورقة التأهل للنهائي باتت في المتناول بعد التعادل (1 ـ 1) وبعد طرد ماني.
وكان الاتحاد أمام أكثر من فرصة لتسجيل الهدف الثاني، لكن لاعبيه لم يستغلوا بالمرة النقص العددي وفشلوا في العودة في المباراة. على العكس تمامًا من رفاق رونالدو، الذي شيدوا بناءً عاليًا وثابتًا من الثقة بإمكانياتهم للوصول بالمباراة إلى نقطة النهاية متقدمين ( 2 ـ 1).
هل يتحمل بلان وزر الخسارة؟
قبل بداية منافسات كأس السوبر، صرح المدرب لوران بلان بأن طول فترة الراحة التي سيقضيها الاتحاد بين نهائي كأس الملك في مايو الماضي ضد القادسية، وبداية منافسات كأس السوبر، التي تكاد تصل إلى 3 أشهر بالتمام والكمال، قد تكون انعكاساتها وخيمة على أداء الفريق ونتائجه في الموسم الجديد.
وفي الحقيقة، كانت توقعات بلان صائبة وحقيقية ولها ما يبررها، ولكن إلى حد ما، فالنصر كان أيضًا واحدًا من بين الأندية السعودية التي أنهت الموسم قبل شهر مايو، ولم تلعب نهائي الكأس خلافًا للاتحاد الذي فاز على القادسية 2 ـ 1 في النهائي.
ويحمّل الكثير من الملاحظين لوران بلان الوزر الأكبر من خسارة اللقب، إذ ظل طوال المباراة واقفًا على الخط ولم يبدِ أية ردة فعل، كما أنه لم يقدر على إجراء أي تغيير لقلب المباراة مع أنه كان يملك أفضلية تكتيكية لأكثر من ساعة بعد طرد ساديو ماني في الدقيقة 25.
غرور لاعبي الاتحاد
بدا الشعور بالتفوق من الموسم الماضي واضحًا على أداء لاعبي الاتحاد، فقد اعتقد الجميع داخله أن "إرث" التتويج بدوري المحترفين وبلقب كأس الملك سيستمر طوال الصيف الحالي، ولكن الصدمة كانت قوية بمفعول قاعدة "من لا يتقدم يتأخر".
في المقابل، بدا حرص لاعبي النصر وتمسكهم بنتيجة المباراة والتأهل للنهائي واضحين، خصوصًا أن الفريق لم يحقق أي لقب منذ العام 2022.
وفضلًا عن ذلك، لا يزال رونالدو ورفاقه يذكرون خسارة كأس السوبر الموسم الماضي عندما تعرضوا لهزيمة ثقيلة (4 ـ 1) ضد الاتحاد، ما حفزهم أكثر للتدارك والفوز عليه اليوم.
بنزيما.. الحاضر بالغياب
لا يساور الشك أيًا من الملاحظين والفنيين بأن كريم بنزيما هو أحد صناع إنجاز الاتحاد في موسم 2024 ـ 2025 بالتتويج بلقبي الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين.
ورغم أنه فنيًا لا جدال على مكانته وقدرته على إحداث الفارق وهز شباك الخصوم، فإنه بدنيًا لا يزال يعاني عديد الإشكاليات.
ولم يكن بنزيما فقط الذي يفتقد الجاهزية البدنية مع بداية الموسم الجديد، ولكن المشكلة ظهرت أيضًا على زميله ومواطنه نغولو كانتي، وكانت تداعياتها وخيمة على الفريق ككل، لتظهر نسخة متواضعة ومخيبة للآمال للاتحاد في كأس السوبر.