الدنمارك ستستدعي السفير الأمريكي بعد تعيين واشنطن مبعوثا لغرينلاد
لم يكن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإيقاف القيد عن نادي النصر السعودي مجرد صاعقة هبطت من السماء فجأة، بل كان الانفجار الحتمي لقنبلة موقوتة زرعها الرئيس التنفيذي السابق، غويدو فينغا، قبل رحيله.
اليوم، يقف "العالمي" مكبل الأيدي أمام الميركاتو الشتوي، يدفع ثمن فاتورة باهظة من الفوضى الإدارية والمالية التي خلفتها حقبة فينغا، والتي يصفها الكثيرون الآن بالتركة الكارثية.
وبينما تحاول الإدارة الحالية تدارك الموقف، تطفو على السطح 3 كوارث رئيسة كانت نتاجا مباشرا لسياسات الرئيس التنفيذي السابق، وهي التي أوصلت النادي إلى طريق مسدود أمام لجان الفيفا.
1. ورطة ويسلي والديون المتراكمة
الكارثة الأولى والأخطر هي الاستهتار بجدولة الديون، تشير التقارير إلى أن السبب الخفي والمباشر لقرار إيقاف القيد ليس مجرد خطأ إجرائي، بل هو فشل ذريع في الالتزام بسداد مستحقات نادي كورينثيانز البرازيلي في صفقة اللاعب ويسلي.
لم يتوقف الأمر عند ويسلي، بل امتد ليشمل تأخيرات في سداد أقساط صفقات من العيار الثقيل مثل صفقة المدافع الإسباني إيمريك لابورت، وصفقة محمد سيماكان.
سياسة فينغا في ترحيل الأزمات بدلًا من حلها ماليا وضعت النادي تحت مقصلة العقوبات الدولية في توقيت قاتل؛ ما حرم الفريق من تدعيم صفوفه في وقت هو في أمس الحاجة فيه للتغيير.
2. أكذوبة قناة النصر
الكارثة الثانية تتعلق بالهدر المالي والإداري في مشاريع الوهم. فقد روج غويدو فينغا لمشروع إطلاق قناة النصر باعتباره نقلة نوعية في استثمارات النادي الإعلامية. ولكن، ما اكتشفه الجمهور والنقاد لاحقًا هو أن المشروع كان واجهة بلا مضمون.
تم تأسيس القناة وهيكلتها دون وجود خطة محتوى حقيقية أو مواد إعلامية جاهزة للعرض؛ ما حولها إلى عبء مالي إضافي بلا أي عائد استثماري أو تسويقي، هذا التخبط الإداري يعكس عقلية كانت تهتم بالشو الإعلامي أكثر من بناء أصول حقيقية للنادي، وهو ما ترك فراغا إعلاميا وإهدارا للموارد كان يمكن توجيهه لسداد الالتزامات المالية.
3. إجماع النقاد: الإدارة الحالية مظلومة
لم تمر هذه الكوارث دون أن يرصدها الخبراء والمقربون من البيت النصراوي. فقد شن النقاد هجوما لاذعا يحمل فينجا المسؤولية الكاملة.
المتحدث السابق باسم النصر، سعود الصرامي، كان واضحا حين أشار إلى أن ما يحدث الآن هو نتاج طبيعي لتصرفات فينغا، مؤكدا أن الإدارة الحالية تدفع ثمن تلك الحقبة، وأن العقوبات هي تركة الرجل الذي ورط النادي في التزامات غير دقيقة.
وفي السياق نفسه، ذهب الناقد الرياضي محمد الدويش لأبعد من ذلك، حيث انتقد فينغا حتى قبل رحيله، مشيرا إلى فشله في الملف الاستثماري والتسويقي، ومحذرا من أن الرجل الذي لاحقته القضايا في إيطاليا لم يكن ليقود النصر لبر الأمان.
الدويش اعتبر العجز عن تسويق العلامة التجارية للنادي وسداد الالتزامات هو الفشل الحقيقي الذي يعاني منه النصر اليوم.