بدأت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا في تداول فكرة "جائزة" جديدة، أطلقوا عليها اسم "الحذاء الذهبي السوبر"، كجائزة شرفية تُمنح للأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ورغم أن هذه الجائزة ليست رسمية ولا يوجد أي اعتراف بها من الاتحادات الكبرى، إلا أن مجرد تداول الفكرة يشير إلى لقطة بالغة الأهمية في صراع "الأفضل في التاريخ" الذي لا ينتهي.
هذا "الحذاء الذهبي السوبر" ليس مجرد تكريم، بل هو "السلاح" الذي ينتظره رونالدو وجمهوره لحسم الجدل الأبدي مع ليونيل ميسي.
ميسي يتفوق بالكأس والذهب
في المعركة التقليدية، يبدو ميسي متفوقًا بعد حسمه لملف كأس العالم (اللقب الذي استعصى على رونالدو)، بالإضافة إلى تفوقه الكاسح في عدد جوائز الكرة الذهبية (8 مقابل 5)، لكن رونالدو، الذي يقترب حاليًا من حاجز الـ950 هدفًا، يجهز لـ "ضربة قاضية" خاصة به: "جائزة الألف هدف".
هنا يكمن الفارق الجوهري، صراع "الأفضل" كان دائما معركة بين "الأرقام المطلقة" و"التأثير والعواطف". رونالدو وجد في سباق الـ 1000 هدف ضالته. لماذا؟ لأن هذا الرقم مطلق ولا يقبل الجدال.
سلاح الأرقام المطلقة
الكرة الذهبية، التي يعتز بها ميسي، تظل في النهاية جائزة مبنية على "التصويت"، هي خاضعة للأهواء، والعواطف، وحتى العلاقات العامة. يمكن للمشجعين التشكيك في أحقية ميسي ببعض كراته الذهبية، تماما كما شكك البعض في كرات ذهبية أخرى عبر التاريخ.
حتى كأس العالم، الإنجاز الأكبر لميسي، لم يسلم من الجدل؛ إذ هناك دائما "لكن" في النقاش؛ فهناك من يرى أن البطولة كانت تتويجا عاطفيا لمسيرة أسطورة، وهناك من يجادل بأن لاعبين آخرين، مثل أنخيل دي ماريا في النهائي، كانوا أكثر تأثيرًا في اللحظات الحاسمة. كما أن التاريخ مليء بلاعبين "عاديين" فازوا بكأس العالم، وهو ما دفع البعض للادعاء بأنها ليست المقياس الوحيد للعظمة.
تقليل من قيمة المونديال؟
رونالدو نفسه ساهم في هذا الطرح عندما قلل بذكاء من وهج كأس العالم، في تصريحات سابقة، ساوى رونالدو بين فوزه باليورو (2016) وبين الفوز بكأس العالم، مؤكدًا أنه راضٍ تماما عن إنجازاته الدولية، في إشارة واضحة إلى أن غياب الكأس الأغلى لا يقلل من مسيرته.
ومع ظهور نقاشات أخرى حول إمكانية عودة جائزة "الكرة الذهبية السوبر" (التي فاز بها دي ستيفانو مرة واحدة في 1989)، والتي يرى الكثيرون أن ميسي هو الأحق بها إذا قُدمت، فإن معسكر رونالدو لا يبدو قلقا.

الخلاصة أن رونالدو لا يحتاج إلى جائزة "يصوت" عليها أحد، سواء فاز ميسي بـ"سوبر بالون دور" أو لم يفز بها رونالدو، فإن الحقيقة التي يراهن عليها البرتغالي هي أنه سيصل إلى رقم (1000 هدف) لم يصل إليه أحد قبله بهذا الشكل الموثق. هذا الرقم هو "الجائزة" الحقيقية، هو "الحذاء الذهبي السوبر" الفعلي، وهو حقيقة مطلقة لا يمكن لأي تصويت أو عاطفة أن تلغيها.