تلقّى نادي النصر أول تعثر في سباق الدوري السعودي هذا الموسم، بعدما تعادل مع الاتفاق "2-2" في مباراة كشفت أن الطريق إلى القمة يحتاج لاستمرارية أكبر، ويُعد هذا التعثر إنذاراً مبكراً يتطلب تصحيحاً فورياً قبل مواجهة نارية مقبلة للعالمي.
افتتح جورجينيو فينالدوم أهداف اللقاء لصالح الاتفاق في الدقيقة 16 من زمن الشوط الأول، وفي الدقيقة 47 تعادل جواو فيليكس لصالح النصر.
وشهدت الدقيقة 67 تسجيل كريستيانو رونالدو الهدف الثاني لصالح النصر، قبل أن يتعادل الاتفاق عن طريق نفس اللاعب فينالدوم في الدقيقة 80.
وبهذا التعادل، نجح فريق الاتفاق في إيقاف سلسلة انتصارات فريق النصر في الدوري السعودي بعدما استطاع الفريق أن يحقق الفوز في الـ 10 مباريات الماضية.
وارتفع رصيد النصر إلى النقطة 31 في المركز الأول بجدول ترتيب الدوري السعودي، بينما الاتفاق في المركز الثامن برصيد 16 نقطة.
تعثرٌ النصر حمل أكثر من دلالة فنية وذهنية، ويمكن تلخيص أسبابه في 3 محاور رئيسة:
1) شراسة الاتفاق على ملعبه
منذ سنوات، يفرض الاتفاق شخصية قوية على ملعبه، قائمة على ضغطٍ عالٍ وانضباط تكتيكي يمنح الفريق أفضلية نفسية واضحة، أمام النصر، ظهر أصحاب الأرض أكثر جاهزية في الالتحامات والهجمات المرتدة، ونجحوا في كسر إيقاع اللعب، مستفيدين من دعم جماهيري قوي ومعرفة دقيقة بتفاصيل الملعب. هذه العوامل مجتمعة حوّلت المواجهة إلى اختبار بدني وذهني صعب على الضيوف.
2) فرص بالجملة دون ترجمة
سيطر النصر فتراتٍ طويلة، وصنع العديد من الفرص، لكن اللمسة الأخيرة غابت في اللحظات الحاسمة، إهدار الفرص السهلة فتح الباب أمام سيناريو مألوف في كرة القدم: فريق يضيع، وآخر يعاقب، هذا الخلل في الفعالية الهجومية منح الاتفاق الثقة للاستمرار في خطته.
في مباراة اليوم، اتضح الضعف الدفاعي الكبير للفريق النصراوي؛ وسط فراغات هائلة بين خطي الوسط والدفاع، استغلها الاتفاق في هدفيه.
ولم تسفر محاولات النصر في الدقائق الأخيرة عن هدف، ليتعثر لأول مرة هذا الموسم.
3) مصيدة تسلل لم تُغلق
في الهدف الثاني للاتفاق، برز خطأ واضح في تغطية التسلل من الظهير نواف بوشل، حيث كسر الخط الدفاعي في لحظة حاسمة، مانحاً فينالدوم فرصة الانفراد وإنهاء الهجمة بنجاح، لقطة واحدة كانت كافية لقلب موازين اللقاء، وتأكيد أن أدق التفاصيل الدفاعية قد تكون الفارق بين النقطة والنقاط الثلاث.
تعثر النصر لا يُقلّل من قيمته، لكنه يضعه أمام درس مبكر: الحسم أمام المرمى، والانتباه للتفاصيل الدفاعية، والاستعداد الذهني لملاعب صعبة، عناصر لا تقل أهمية عن جودة الأسماء. الدوري مازال طويلاً، والفرصة سانحة للتصحيح، لكن الرسالة وصلت بوضوح: المنافسة هذا الموسم لا ترحم.