انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
في خطوة مفاجئة قد ترسم ملامح مستقبل هجومه لسنوات قادمة، وجه نادي النصر السعودي أنظاره نحو البرازيل، وتحديدًا صوب جوهرة نادي إنترناسيونالي، ريكاردو ماتياس.
ففي خضم سعيه لتدعيم صفوفه والبناء على وجود أسطورة مثل كريستيانو رونالدو، يبدو أن النصر لا يبحث عن نجم جاهز، بل عن مشروع لاعب فذ يمكن صقله ليصبح قوة ضاربة.
فلماذا يضع النصر رهانه على مهاجم يبلغ من العمر 19 عامًا، وما هي المقومات التي تجعل منه "رونالدو جديدا" في عيون الإدارة الفنية؟
الإجابة تكمن في مواصفات اللاعب النادرة التي يفتقدها العديد من المهاجمين في الكرة الحديثة. ريكاردو ماتياس هو مهاجم صريح من الطراز القديم؛ لاعب صندوق كلاسيكي مهمته الأولى والأخيرة هي هز الشباك.
يتميز بقدرة فطرية على التمركز الصحيح داخل منطقة الجزاء، وإنهاء الهجمات بلمسة حاسمة وهدوء لافت. هو ليس من نوعية المهاجمين الذين يفضلون الخروج وبناء اللعب، بل هو "القناص" الذي ينتظره الفريق في الثلث الأخير من الملعب.
أبرز أسلحته هي قوته الجسمانية الطاغية وقدرته الاستثنائية على اللعب برأسه. بطوله الفارع وبنيته الضخمة، يعتبر ماتياس كابوسًا للمدافعين في الالتحامات الثنائية، ما يجعله محطة مثالية لاستقبال الكرات الطويلة ونقطة تفوق حاسمة في الكرات العرضية.
ورغم هذه البنية القوية، فإنه يتمتع بسرعة جيدة تسمح له بالتحرك خلف المدافعين ومهاجمة المساحات، وهي معادلة نادرة في المهاجمين طوال القامة.
هذه العوامل كلها جعلت منه موهبة خام مطلوبة بشدة، حتى إن أندية أوروبية كبرى مثل مانشستر يونايتد قد وضعته على رادارها كاستثمار مستقبلي كما كان كريستيانو رونالدو يومًا ما.
لكن كأي موهبة شابة، لا يخلو ملف ماتياس من العيوب؛ فهو لا يشارك كثيرًا في اللعب الجماعي، وتمريراته ليست بالدقة المطلوبة، كما أن خبرته لا تزال قليلة جدًا على المستوى العالي.
يضاف إلى ذلك لمسة من الأنانية أمام المرمى، ومساهمته الدفاعية شبه منعدمة. وهنا يأتي منطق إدارة النصر؛ فكل هذه العيوب تبدو مرتبطة بصغر السن ويمكن علاجها.
الرؤية النصراوية تتجاوز فكرة التعاقد مع لاعب جاهز، إلى استقدام مشروع يمكن إعداده. فما هي البيئة الأفضل لمهاجم شاب يفتقر للخبرة ويحتاج للتطور من وجود كريستيانو رونالدو كمرشد له في التدريبات؟ يمكن لماتياس أن يتعلم مباشرة من أحد أعظم الهدافين في التاريخ، ليحول نقاط ضعفه إلى قوة.
كما أن التعاقد معه الآن يمثل ورقة رابحة للمستقبل، إذ يمكن للنادي تسجيله لاحقًا دون وضعه تحت ضغط اللاعب المواليد المطالب بإثبات نفسه قبل مرور فترة السماح بتسجيله كمواليد نظرًا لعمره الصغير.
النصر يرى في ماتياس المقومات الأساسية التي امتلكها رونالدو نفسه في بداياته: بنية جسمانية استثنائية، سرعة، ورغبة جامحة في تسجيل الأهداف، إنه رهان على تحويل المادة الخام إلى أسطورة جديدة.