لم يعد الانقلاب داخل غرف ملابس ريال مدريد مجرد همسات؛ بل أصبح حربًا باردة معلنة، بدأت تظهر أولى ضحاياها، وعلى رأسهم المدرب تشابي ألونسو.
وبينما يواجه ألونسو أزمة ثقة مع الإدارة بسبب فوضى الفيديوهات وفقدان السيطرة، يبرز سؤال واحد: من هو العقل المدبر الحقيقي الذي يقود هذا التمرد؟
الإجابة تشير إلى اتجاه واحد، بطل الرقصة الأخيرة في هجوم ريال مدريد: فينيسيوس جونيور.
لم يكن التصريح الأخير للنجم البرازيلي مجرد زلة لسان عابرة، بل كان الرصاصة الأولى في معركة طرد ألونسو. لقد تحول فينيسيوس من لاعب مشاغب إلى رأس حربة الانقلاب، والأدلة على ذلك واضحة.
1. رأس الحربة: أول من يتكلم
في الأزمات الكبرى، يلتزم اللاعبون الصمت. لكن فينيسيوس قرر كسر هذا الصمت. إنه أول نجم في الفريق يخرج للإعلام (ولو بالتلميح) ليوجه نقدًا مبطنًا للمدرب.
عندما يتحدث لاعب بحجم فينيسيوس، فهو لا يتحدث باسمه فقط، بل يصبح الصوت الرسمي للغاضبين داخل غرفة الملابس. لقد أعطى الضوء الأخضر لبدء الهجوم العلني على ألونسو.
2. توقيت التصريح: انتقام الكلاسيكو
التوقيت هو الدليل الأهم. لم يأتِ تصريح فينيسيوس في يوم عشوائي، بل جاء بعد حوالي 15 يومًا من مشادة الكلاسيكو الشهيرة.
تلك المشادة العلنية بينه وبين ألونسو والتي كانت بسبب التبديل لم تنتهِ في الملعب. لقد تحولت إلى ثأر شخصي.
انتظر فينيسيوس اللحظة المناسبة، بعيدًا عن ضغط المباريات، ليوجه طعنة الانتقام الباردة لمدربه.

3. المقارنة القاتلة: تدمير هيبة ألونسو
لم يقل فينيسيوس ألونسو مدرب سيئ، بل استخدم سلاحًا أشد فتكًا: المقارنة القاتلة.
عندما ألمح إلى أفضل مدرب عمل معه قاصدًا أنشيلوتي على، كان يرسل رسالة مزدوجة: الأولى، أن ألونسو ليس جيدًا بما يكفي، والثانية، أنه يفتقد للجانب الإنساني الذي كان يملكه أنشيلوتي.
لقد دمر هيبة ألونسو بمقارنته بشبح المدرب السابق المحبوب من اللاعبين.
4. الهروب للبرازيل: الضربة من خلف المحيط
الدليل الأخير على أن الأمر كان خطة ممنهجة هو مكان إطلاق التصريح. فينيسيوس لم يواجه ألونسو في مدريد، بل انتظر حتى هرب إلى معسكر منتخب البرازيل.
لقد اختار التوقيت والمكان بعناية، فأولاً هو بعيد عن المواجهة المباشرة ولن يرى ألونسو في تدريب اليوم التالي، وثانياً: هو في حماية بحصانة المنتخب، ويصعب على ريال مدريد معاقبته وهو في مهمة وطنية، وثالثاً: يضمن أن القنبلة الإعلامية ستنفجر في مدريد وهو يراقبها من بعيد.