في خطوة قد تُعيد رسم ملامح الطموحات الكروية في القارة الآسيوية، يتردد بقوة اسم الإيطالي بييرو أوسيليو، المدير الرياضي لنادي إنتر ميلان الإيطالي، كهدف رئيس لإدارة الهلال السعودي.
وتأتي هذه الأنباء في وقت يسعى فيه "الزعيم" إلى ترسيخ مكانته كقوة كروية عالمية، لا تكتفي بالهيمنة المحلية والقارية.
مهندس الإنتر على رادار "الزعيم"
يُعد أوسيليو، الحائز على جائزة "غلوب سوكر" لأفضل مدير رياضي في العالم، مهندسًا حقيقيًا لعودة "النيراتزوري" إلى قمة كرة القدم الإيطالية والأوروبية.
فقد نجح، بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته الفائقة على التفاوض، في بناء فريق تنافسي ومتكامل، تمكن من الفوز بلقب الدوري الإيطالي والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
تُنسب إلى أوسيليو، الذي يشغل منصبه في إنتر ميلان منذ عام 2014، الفضل في إبرام صفقات استراتيجية جلبت للفريق لاعبين من الطراز الرفيع، مثل البلجيكي روميلو لوكاكو، والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي تم تجديد عقده بنجاح، بالإضافة إلى ضم لاعبين مؤثرين كماركوس تورام والدولي المغربي أشرف حكيمي، والإيراني مهدي طارمي مؤخراً.
فلسفة فريدة: الاعتراف بالخطأ ودعم الاستقرار
ما يزيد من قيمة أوسيليو كمدير رياضي هو فلسفته الإدارية التي لا تقتصر على النجاح في سوق الانتقالات فحسب، بل تمتد إلى القدرة على التعلم من الأخطاء.
ففي تصريح شهير، اعترف بأن التفريط في النجم البرازيلي فيليب كوتينيو وبيعه إلى ليفربول كان أحد أكبر الأخطاء في مسيرته، وهو ما يعكس نضجًا واحترافية عالية.
كما يُعرف عنه دعمه المطلق للمدربين الذين يعملون معه، حيث صرح في وقت سابق بأن سيموني إنزاغي، المدرب الحالي للهلال، قد يبقى في إنتر لعشر سنوات قادمة، مما يشير إلى إيمانه بأهمية الاستقرار الفني.
ثورة إدارية منتظرة في الهلال
إن القدوم المحتمل لأوسيليو إلى الهلال، ليعمل مجددًا مع إنزاغي، سيمثل ثورة إدارية حقيقية في الكرة السعودية، فخبرته الطويلة في أحد أكبر الأندية الأوروبية، وقدرته على استقطاب المواهب وبناء فرق قادرة على تحقيق البطولات، تتوافق تمامًا مع طموحات الهلال ورؤية المملكة العربية السعودية في القطاع الرياضي.
وسيكون دوره حاسمًا في وضع استراتيجيات طويلة الأمد للنادي، سواء على صعيد الفريق الأول أو قطاعات الفئات السنية، بما يضمن استمرارية النجاح والتفوق.
طموح عالمي يواجه تحدي العقد
على الرغم من أن أوسيليو يرتبط بعقد مع إنتر ميلان يمتد حتى عام 2027، فإن القوة التفاوضية والمشروع الطموح الذي يقدمه الهلال قد يكونان عاملين حاسمين في إقناعه بخوض هذا التحدي الجديد.
وفي حال تمت هذه الصفقة، فإنها لن تكون مجرد تعاقد مع مدير رياضي، بل هي استقطاب لأحد أفضل العقول الإدارية في عالم كرة القدم، مما يؤكد أن "الزعيم" لا يهدف فقط إلى الفوز بالمباريات، بل إلى بناء إرث كروي عالمي.