شهد دوري روشن السعودي لموسم 2024-2025، الذي وُصف بأنه الأقوى في تاريخه بفضل استقطاب النجوم العالميين والاستثمارات الضخمة، منافسة شرسة وتوقعات مرتفعة.
وبينما احتفل البعض بالنجاحات، كان هناك أيضًا من لم ترتقِ إنجازاتهم أو أداؤهم إلى مستوى الطموحات، ليجدوا أنفسهم في قائمة "الخاسرين" أو الأقل توفيقًا في هذه النسخة الاستثنائية.
وتضم هذه القائمة أسماء لامعة ومدربين أصحاب باع طويل، إلى جانب لاعبين وهيئات كانوا تحت المجهر.
رغم أرقامه التهديفية الجيدة، يُعتبر كريستيانو رونالدو من بين الخاسرين لعدم تمكن فريقه النصر من تحقيق لقب الدوري للموسم الثالث على التوالي في وجوده، وهو الهدف الأسمى الذي من أجله تم استقطابه.
الاكتفاء بالألقاب الثانوية أو المنافسة عليها دون حصد اللقب الأهم يضع النجم البرتغالي في صدارة هذه القائمة، خاصةً في ظل المقارنات المستمرة مع الإنجازات الجماعية لفرق أخرى.
دفع المدرب البرتغالي لويس كاسترو ثمن إخفاق النصر في الحفاظ على وتيرة منافسة قوية على لقب الدوري، إلى جانب الخروج من بعض البطولات المهمة.
تذبذب مستوى الفريق والقرارات الفنية التي لم تلقَ استحسانًا في بعض الأحيان، عجّلت برحيله في منتصف الموسم، ليُصنف ضمن المدربين الذين لم ينجحوا في تحقيق طموحات أنديتهم الكبيرة.
رغم تحقيقه لبعض الانتصارات المهمة وقيادة الهلال لنصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، فإن الفترة الأخيرة للمدرب البرتغالي جورجي جيسوس مع الهلال شهدت تراجعًا في الأداء العام وخسارة بعض الألقاب التي كانت في المتناول، مثل كأس الملك والخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة بعد أن كان الفريق مرشحًا قويًّا.
هذا التراجع أدى إلى رحيله، واعتباره لم يكمل المهمة بالصورة المأمولة من جماهير الزعيم التي اعتادت على الهيمنة.
رغم كونه جزءًا من الفريق الذي تأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، فإن المدافع الدولي علي البليهي كان محورًا لبعض الانتقادات بسبب أخطاء فردية مؤثرة في مباريات حاسمة، بالإضافة إلى بعض التصرفات التي اعتبرها البعض غير احترافية داخل الملعب. هذه العوامل، إلى جانب تراجع مستوى الفريق في فترات معينة، وضعت عليه ضغوطًا إضافية.
يُعتبر اللاعب رافع الرويلي وناديه العروبة من بين أبرز الخاسرين بسبب قضية إدارية وقانونية مؤثرة، فبعد أن حقق فريق العروبة فوزًا مهمًّا على أرض الملعب ضد النصر بنتيجة 2-1، تم إلغاء هذه النتيجة ومنح نقاط المباراة للنصر.
جاء هذا القرار من مركز التحكيم الرياضي السعودي بعد ثبوت أن الرويلي شارك في المباراة كلاعب غير محترف، وهو ما يخالف لوائح الدوري التي تشترط أن يكون اللاعبون المشاركون محترفين.
هذه الحادثة لم تكلف العروبة نقاطًا ثمينة فحسب، بل أثرت في ترتيبه النهائي وهبطت به للدرجة الأدنى، بل سلطت الضوء على ثغرات إدارية قد تكون لها عواقب وخيمة على مسيرة الفرق.
وإن كان ليس طرفًا مباشرًا في منافسات الأندية، إلا أن الأداء العام للمنتخب السعودي تحت قيادة الإيطالي روبيرتو مانشيني، خاصة في الاستحقاقات المهمة التي تخللت الموسم أو سبقته مباشرة وتأثرت بمستوى لاعبي الدوري، لم يرقَ للطموحات الكبيرة.
بعض الانتقادات طالت اختياراته وطريقة اللعب؛ ما جعل الضغوط تتزايد عليه، لكن أحد أبرز أسباب رحيله هو قلة جاهزية عناصر المنتخب الأساسية في ظل كثرة العناصر الأجنبية في فرق القمة.
بعد أن كان أحد أبرز نجوم النصر وأوراقه الرابحة هجوميًّا، وجد البرازيلي أندرسون تاليسكا نفسه في قائمة الخاسرين بعد رحيله عن الفريق في منتصف الموسم.
مثل هذا الرحيل المفاجئ للاعب مؤثر عادةً ما يشير إلى وجود مشاكل أعمق، سواء كانت تتعلق بالأداء، أو العلاقة مع الإدارة الفنية أو حتى عوامل خارج الملعب.
عدم إكماله للموسم مع الفريق الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير يمثل خسارة للاعب والنادي على حد سواء.
انضم المهاجم الكولومبي جون دوران إلى النصر وسط آمال كبيرة بأن يكون إضافة قوية ومنقذًا لبعض المشاكل الهجومية أو كبديل استراتيجي.
ولكن، بدلًا من أن يكون الحل، تحول إلى مصدر انتقادات واسعة بسبب أدائه الذي لم يرقَ للتوقعات، وربما أصبح جزءًا من مشاكل الفريق بدلًا من حلها.
هذا التحول من منقذ محتمل إلى لاعب يواجه انتقادات جماهيرية وإعلامية يضعه بقوة في قائمة الخاسرين.
بعد العودة لدوري روشن والاستثمار الكبير في جلب نجوم عالميين ومحليين، كانت الآمال معقودة على أن يكون النادي الأهلي منافسًا شرسًا على كافة الألقاب.
ورغم الفوز بدوري أبطال آسيا للنخبة، فإن المستوى محليًّا كان بعيدًا تمامًا عن التوقعات والطموحات، لهذا فإن النادي ككيان ومشروع يمكن اعتباره من الخاسرين في سباق الكبار هذا الموسم.
كان وصول النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو إلى الأهلي بمثابة صفقة مدوية، نظرًا لاسمه الكبير وتاريخه الحافل في الملاعب الأوروبية.
لكن وصول الأمور إلى حد قيام النادي بإلغاء تسجيله محليًّا خلال الموسم يُعد مؤشرًا قويًّا على فشل التجربة بشكل كبير.
هذا القرار لا يُتخذ بسهولة ويعكس عدم قدرة اللاعب على تقديم الإضافة المرجوة أو عدم انسجامه؛ ما يجعله أحد أبرز الأسماء الخاسرة في هذا الموسم رغم الضجة التي رافقت قدومه ورغم مستواه الرائع في بطولة النخبة الآسيوية.