logo
مجتمع

ناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلام

ناديا مراد.. "طريق الجلجلة" من السبي الداعشي إلى نوبل السلام
05 أكتوبر 2018، 7:36 ص

تمردت الفتاة الإيزيدية ناديا مراد، التي فازت بجائزة نوبل للسلام، على كل الأعراف والتقاليد حين تجرأت على البوح بتفاصيل تجربة الأسر لدى تنظيم داعش المتشدد، فأضحت رمزًا للألم والأمل، معًا، عقب تغلبها على أسوأ حقبة تعرض لها إيزيديو العراق.

صبية في مقتبل العمر (1993)، كانت تعيش حياة هادئة بسيطة في قرية كوجو بقضاء سنجار شمال العراق، لكن هذه الوداعة سرعان ما تحولت إلى جحيم، ووضعت خطاها على "طريق الجلجلة"، عندما  اجتاح مسلحو تنظيم داعش قريتها في آب/أغسطس 2014، وحولوا تلك المروج والجبال إلى حقول للرماية ومزاد للسبي.


27b71518-58d0-4ec7-93ae-2625cd09c81e

وباتت قصة ناديا، التي تعرضت لتجربة "السبي الداعشي" المر، معروفة، فقد قضت 3 أشهر في الجحيم، إلى أن تمكنت بمعجزة من الهرب بمساعدة عائلة مسلمة من الموصل.

وبخلاف كثير من الفتيات اللواتي يلذن بالصمت، حين يتعرضن لتجربة مماثلة، أرادت ناديا أن تفضح أولئك الذين يرفعون زورًا شعار الإسلام، غير آبهة بتقاليد طائفتها المحافظة.


15e34a27-217d-49f8-99a8-3e3ca12b7ce5

بعد نجاحها في الهرب من براثن التنظيم عاشت الشابة، التي فقدت ستة من أشقائها ووالدتها خلال هجوم داعش، في مخيم للاجئين في كردستان، حيث اتصلت بمنظمة تساعد الإيزيديين، أتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في ألمانيا، لتتحول الشابة النحيفة، ذات الملامح الباكية، إلى أشرس مدافعة عن حقوق النساء اللواتي تعرضن لتجربة مماثلة.


07ce5618-bb95-4e2b-9d92-fc3b4e90966f

نشطت في سبيل تحقيق هذا الهدف، والتقت في سبيل ذلك بالعديد من الزعماء والمسؤولين والمشاهير، وقدمت شهادتها في الهيئات والمنظمات الدولية، من بينها الأمم المتحدة، كما رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام، ونالتها أخيرًا، وظهرت على شاشات وصفحات العشرات من وسائل الإعلام العالمية.


fd17d48b-aa7b-4773-b960-5e640c0fc7f3

وتقول مراد، إنها تقود من ألمانيا "كفاح" شعبها، ومن أجل تلك القضية، جمعت حليفات كثيرات، من بينهن أمل كلوني، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل، والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي قدمت كتاب مراد "لكي أكون الأخيرة"، الذي صدر باللغة الفرنسية في شباط/فبراير الماضي.


7b130659-e1c6-4654-9be8-e4bfc48516e0

7036ea1f-727c-48b1-83a9-beaa8c222f2a

ووفقًا لحوار سابق معها، فهي تقول إنها ترفع صوتها "نيابة عن 6 آلاف امرأة وطفل، أضحوا سبايا عند داعش، لم يوصلوا صوتهم إلى العالم"، وما يحز في نفسها، أن هناك نساء إيزيديات ناجيات، مثلها، يخجلن من رواية حكاياتهن.


7d392c04-3929-4796-ae46-ced8374caf48

ووسط هذا الكفاح المضني وثقل الذكريات، ظهرت مفاجأة سعيدة في طريق الناشطة، ففي 20 آب/أغسطس الماضي، أعلنت ناديا مراد في تغريدة عبر حسابها على تويتر، خطوبتها من ناشط آخر مدافع عن القضية الإيزيدية، يدعى عابد شمدين.


7a20175c-e494-4cf8-a32c-da17151f32fe

وكانت مراد حازت في عام 2016، على جائزة سخاروف لحرية الفكر، مناصفة مع مواطنتها لمياء حجي بشار.

وجل ما تطمح إليه ناديا، بحسب حوار سابق معها، أن تعود تلك الطفلة البريئة التي كانت تلهو مع أترابها في سفوح جبال سنجار، وأن تحظى بالعيش في ذلك الفردوس البسيط، الذي احتضن قومها الإيزيديين لمئات السنين.


b7e1ecd7-d093-4079-98be-26530e3f7cda

0e4d15b8-274f-4208-900b-73e989f29110
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC