أثار غلاف مجلة "صوت الأزهر" المنبر الإعلامي الأول للأزهر الشريف في مصر، اليوم الأربعاء، حالة جدل كبيرة في الأوساط الدينية والاجتماعية.
واحتوى غلاف المجلة على عدد من السيدات والكاتبات كاشفات للرأس في إطار حملة يشنها الأزهر منذ أسابيع لموجهة ظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات والسيدات في البلاد.
وتنوعت آراء رواد مواقع التواصل وكذلك رجال الدين حول تلك الخطوة التي اعتبرها البعض غير مسبوقة ومرفوضة، فيما رأى آخرون أنها نقلة نوعية ومهمة في إطار تجديد الخطاب الديني.
وقال أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، عادل عبدالرحمن، إنّ "القائمين على المجلة لم يخالفوا القواعد الدينية؛ كونهم نشروا صورًا لكاتبات معروفات بالمجتمع وتحدثن عن ظاهرة تؤرق المجتمع".
وتساءل عبدالرحمن خلال تصريحات لـ"إرم نيوز":"هل من المعقول أن يطلب القائمون على المجلة من تلك السيدات تغطية رؤوسهن حتى يستند إلى كتاباتهن وأنشطتهن في مواجهة ظاهرة التحرش".
ولفت إلى أنّ "هناك تصيدًا كبيرًا لتحركات الأزهر نحو تجديد الخطاب الديني، ومحاربة التطرف في المجتمع".
من جهته، رأى عضو حركة نصرة الرسول وآل البيت السلفية، جمال عبدالحميد، أنّ "غلاف صوت الأزهر خطأ تجب محاسبة القائمين عليه؛ كونه خطوة غير مسبوقة ومرفوضة في نفس الوقت لأنها تمس أمرًا أساسيًا من أساسيات الدين وهو حجاب المرأة المسلمة".
وأوضح عبدالحميد خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنّ "الغلاف خالف نص 4 آيات صريحة من القرآن الكريم تحدثت عن الحجاب، وكذلك 7 أحاديث عن رسول الله".
وتداول مغردون ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للغلاف مرفقين بها تغريدات وتدوينات تنوعت بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة.
ووصف الناشط أحمد درويش، تلك الخطوة من مجلة الأزهر بأنّها "محترمة"، كما يرى خالد الجمال أنّ "الخطوة عظيمة وتنم عن تطلع الأزهر لمناقشة القضايا التي تشغل السوشال ميديا".
بينما يرى عنتر السعيد أنّ هذا الغلاف يؤكد على أن هناك تطورًا ما يحدث داخل الأزهر، وتحديدًا في النظر إلى السيدات.
وسلطت مجلة "صوت الأزهر" في آخر عددين لها الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي، حيث رصدت المجلة ردود الفعل الواسعة حول تلك الظاهرة.
ويتزامن تحرك الأزهر مع الذكرى الرابعة لدعوة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، المؤسسات الدينية الإسلامية في البلاد إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية.
