لا تزال إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي تتجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية، مع كون أحد أكثر مظاهره إثارة للقلق هو المواد والصور والفيديوهات المزيفة.
لمواجهة هذا التهديد المتزايد، أقرت بلدان قوانين تجرم نشر صور مزيفة، بما في ذلك محتوى التزييف العميق الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وتُلزم هذه القوانين منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بإزالة مثل هذا المحتوى في غضون 48 ساعة من إخطار الضحايا لهم.
وفي هذا الموضوع نستكشف صعود تقنية التزييف العميق ومخاطرها والسبل المتاحة للضحايا لحماية أنفسهم من انتهاك خصوصياتهم.
أصبح إنشاء صور إباحية مزيفة عميقة أمرًا سهلاً بشكل مثير للقلق، مع توفر أكثر من مائة موقع ويب وبرامج وتطبيقات عبر الإنترنت.
وتسمح هذه الأدوات حتى للمستخدمين ذوي المهارات الفنية البسيطة بإنشاء صور مزيفة عميقة.
في عام 2024، احتلت المواد المزيفة مركز الصدارة بعد انتشار صور وفيديوهات معدلة لمشاهير كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، لا تقتصر المواد المزيفة على المشاهير، فقد تم استخدام التكنولوجيا بشكل متزايد لاستهداف الأشخاص العاديين، مما يجعل المواد المزيفة مصدر قلق واسع النطاق.
ومع وجود وعي أفضل، بالإمكان تجنب الخسائر العاطفية والاجتماعية لمثل هذه التجارب المؤلمة.
ووفقًا لتقارير، من المتوقع أن يصل المحتوى المصنع بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى 90 في المائة من مجموع المحتوى العام بحلول عام 2028.
وتُظهر التحليلات الأحدث أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتعرضون بشكل متكرر لوسائل الإعلام المعدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يتم إنشاء التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي الحديث الذي يقدم محتوى مرئيا أو صوتيا واقعيا بشكل غير قابل للتمييز عن اللقطات الأصلية، مما يجعله خادعًا للغاية، وذلك بفضل قدرته على تقديم تفاصيل دقيقة لتعبيرات الوجه وفوارق الإضاءة ونغمات الصوت.
وفي حال تعرضت لمخاطر التزييف العميق، أول ما يجب فعله هو أن تحتفظ بالأدلة من خلال أخذ لقطات شاشة، وحفظ عناوين URL وتحديد الفترة الزمنية للمحتوى المتلاعب به.
كذلك، من المهم إبلاغ السلطات عبر تقديم شكوى إلى خلية الجرائم الإلكترونية في بلدك.
وبالطبع، يجب أيضًا أن تطلب إزالة المحتوى، فلدى معظم منصات التواصل الاجتماعي سياسات ضد الصور المزيفة والمحتوى المُتلاعب به. يمكن للضحايا تقديم طلب إزالة مع الأدلة.
ومن المهم اتخاذ بعض التدابير الوقائية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تقييد إعدادات الخصوصية وتحديد من يمكنه عرض أو تنزيل المحتوى الخاص بك، وتجنب مشاركة البيانات الحساسة وإزالة العلامات الجغرافية أو المعرفات الشخصية أو أي بيانات يمكن استخدامها لإنشاء تزويرات مقنعة، واستخدام العلامات المائية التي يمكنها الحد من إساءة استخدام الصور الشخصية.