تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية يضر بالمراهقين، بينما تظهر أن التكنولوجيا المنتشرة في كل مكان تساعد كبار السن في الحفاظ على ذكائهم.
ووجد باحثون أن المسنين الذين استخدموا أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو الإنترنت، أو مزيجًا منها، حققوا نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية، مع انخفاض معدلات ضعف الإدراك أو تشخيص الخرف، مقارنة بمن تجنبوا التكنولوجيا بالكامل أو استخدموها بشكل أقل.
وبين تحليل شمل 57 دراسة ضمت أكثر من 411 ألفًا من كبار السن، أن التكنولوجيا تؤثر بشكل إيجابي على ما يقرب من 90% من كبار السن.
بينما نشأ جزء كبير من القلق بشأن التكنولوجيا والإدراك من الأبحاث التي أُجريت على الأطفال والمراهقين الذين لا تزال أدمغتهم في طور النمو، بينت الدراسات أن أولئك الذين بدأوا التعامل مع التكنولوجيا في منتصف العمر قد اكتسبوا بالفعل قدرات ومهارات أساسية.
وتبين أن التكنولوجيا الرقمية قد تحمي أيضًا صحة الدماغ من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية، المعروفة بمساعدتها في درء التدهور المعرفي. كذلك، قد تعوض تذكيراتها ورسائلها المحفزة جزئيًا عن فقدان الذاكرة، بينما تساعد تطبيقاتها في الحفاظ على القدرات الوظيفية مثل التسوق والخدمات المصرفية.
في هذا السياق، أظهرت دراسات عديدة أنه في حين يتزايد عدد المصابين بالخرف مع تقدم الأشخاص في السن، فإن نسبة كبار السن الذين يصابون بالخرف آخذة في الانخفاض في العديد من الدول حول العالم.
وعزى الباحثون هذا الانخفاض إلى عوامل متنوعة، منها انخفاض التدخين، وارتفاع مستويات التعليم، وتحسين علاجات ضغط الدم، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وأيضًا التفاعل مع التكنولوجيا.
ويُشار إلى أن التقنيات الرقمية تشكل أيضًا مخاطر على كبار السن، فقد تستهدفهم عمليات الاحتيال والنصب عبر الإنترنت بشكل مباشر، وعلى الرغم من أنهم أقل ميلًا للإبلاغ عن خسائر الاحتيال مقارنةً بالشباب، إلا أن خسائرهم بحسب الأبحاث أكبر بكثير.