في عصر الذكاء الاصطناعي، تلعب ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) دورًا أساسًا في أداء الأجهزة الرقمية، فإذا كنت تفكر في شراء هاتف ذكي أو كمبيوتر محمول في العام 2025، فإن اختيار سعة الذاكرة المناسبة يعد عاملًا حاسمًا لضمان سرعة وكفاءة الجهاز على المدى الطويل.
ورغم أن المعالج يُعد أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر على أداء الجهاز بمرور الوقت، إلا أنه ليس العنصر الوحيد الذي تجب مراعاته، إذ تلعب ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) دورًا بالغ الأهمية، خاصة مع تنامي دور الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الحديثة.
وقبل أن نتطرق إلى مقدار ذاكرة الوصول العشوائي الذي يجب أن يحتوي عليه جهازك القادم، دعنا أولًا نستعرض أهميتها في الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
تشبه ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) الذاكرة قصيرة المدى لهاتفك أو الكمبيوتر المحمول، حيث تخزّن مؤقتًا البيانات والتطبيقات التي تستخدمها، حاليًا، حتى يتمكن جهازك من الوصول إليها بسرعة دون إعادة تحميلها من البداية.
فعندما تفتح تطبيقًا أو ملفًا، يتم تحميله ويبقى داخل ذاكرة الوصول العشوائي، ومع زيادة سعتها، يمكنك تشغيل تطبيقات متعددة في وقت واحد دون إبطاء الجهاز.
أما إذا كانت الذاكرة ممتلئة، فقد يتأخر الجهاز أو يصبح بطيئًا، وبالمثل، تستفيد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تعالج كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي، من توافر المزيد من الذاكرة.
تختلف سعة ذاكرة الوصول العشوائي بين الأجهزة؛ على سبيل المثال، تحتوي سلسلة آيفون 15 على 6 جيجابايت RAM أو 8 جيجابايت في طرازات Pro، بينما يأتي آيفون 16 بذاكرة وصول عشوائي بسعة 8 جيجابايت.
كما أوقفت أبل أجهزة Mac التي تحتوي على ذاكرة وصول عشوائي أقل من 8 جيجابايت، بينما تقدم الطرز الأساسية من Mac mini M4 وMacBook Air M3، الآن، ذاكرة وصول عشوائي بسعة 16 جيجابايت على الأقل.
من جهتها، توفر سلسلة Galaxy S25 ذاكرة وصول عشوائي بسعة 12 جيجابايت على الأقل.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الهواتف الذكية ومعظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة لا تدعم توسيع الذاكرة العشوائية، على عكس أجهزة الكمبيوتر القديمة، حيث كان بإمكانك استبدال وحدات ذاكرة ذات سعة منخفضة بأخرى ذات سعة أعلى.
لكن الهواتف الذكية لم تدعم ترقيات الذاكرة مطلقًا، مما يعني أنك ستظل عالقًا بنفس مقدار ذاكرة الوصول العشوائي طوال عمر الجهاز، لذا من الضروري اختيار طراز مزود بذاكرة كافية لتلبية احتياجاتك المستقبلية.