طور باحثون في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ، ومستشفى شاريتيه في برلين، طريقة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتصنيف أورام الأنف التي يصعب تشخيصها بالطرق التقليدية الحالية.
وبحسب تقرير أورده موقع "ساينس ديلي" المتخصص في الشؤون العلمية، ابتكر الباحثون نموذجا للذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل بيانات الحمض النووي، ومن خلالها يتم التخلص من أورام الأنف والمجاورة للأنف لفئات مختلفة.
ابتكر الباحثون نموذجا للذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل بيانات الحمض النووي، ومن خلالها يتم التخلص من أورام الأنف والمجاورة للأنف لفئات مختلفةموقع ساينس ديلي
وأورام الأنف والمجاورة للأنف عبارة عن ناميات غير طبيعية تنشأ في الممرات داخل الأنفية وحولها (التجويف الأنفي). وتنشأ الأولى في التجويف الأنفي والثانية في الحجرات المملوءة بالهواء حول الأنف، التي تعرف باسم الجيوب المجاورة للأنف.
ويمكن أن تكون أورام الأنف والمجاورة للأنف غير سرطانية (حميدة)، أو سرطانية (خبيثة).
يمكن أن تكون أورام الأنف والمجاورة للأنف غير سرطانية (حميدة)، أو سرطانية (خبيثة)
وتوجد عدة أنواع من أورام الأنف والمجاورة للأنف، حيث تساعد معرفة نوع الورم في تحديد أفضل علاج منه.
ونظرًا لأن تلك الأورام لا تظهر غالبًا أي نمط أو مظهر معين، فمن الصعب تشخيصها، وهذا ينطبق بشكل خاص على ما يسمى سرطانات الجيوب الأنفية غير المتمايزة (SNUCs).
لكن ثمة تطورا ملموسا تحقق في هذا الصدد، بعدما طور الباحثون المذكورون أداة ذكاء اصطناعي تميز الأورام بشكل موثوق إلى 4 مجموعات بشكل واضح.
وتعتمد هذه الطريقة في التمييز بين الأورام على أساس التعديلات الكيميائية في الحمض النووي ورصد سرطانات الجيوب الأنفية غير المتمايزة (الذي لم تتمكن الأساليب الحالية من رصده)، ما يفتح فرصًا جديدة للعلاجات المستهدفة.
وتلعب التعديلات الكيميائية في الحمض النووي دورًا حيويًا في تنظيم نشاط الجينات، ويشمل ذلك مثيلة الحمض النووي، وهي عملية بيولوجية تُضاف فيها مجموعات الميثيل إلى جزيء الحمض النووي.
ويمكن أن تغير عملية المثيلة نشاط جزء من الحمض النووي دون تغيير التسلسل الأساسي له، وتؤدي العملية عادةً إلى منع نسخ الجينات.
وفي دراسات سابقة، أظهر العلماء بالفعل أن نمط مثيلة الجينوم محدد لأنواع الورم المختلفة، لأنه يمكن إرجاعه إلى خلية الورم الأصلية.
وفي هذا الصدد، عقب البروفيسور ديفيد كابر من مستشفى جامعة شاريتيه أنه وفقا لهذا الأساس (الدراسات السابقة) سجلنا الآن أنماط مثيلة الحمض النووي لما يقرب من 400 ورم في تجويف الأنف والجيوب الأنفية".
وأضاف: "بفضل التعاون الدولي المكثف، تمكن الباحثون من تجميع مثل هذا العدد الكبير من العينات على الرغم من أن هذه الأورام نادرة وتشكل حوالي 4% فقط من جميع الأورام الخبيثة في منطقة الأنف والحنجرة".
ولتحليل بيانات مثيلة الحمض النووي، طور الباحثون نموذجًا للذكاء الاصطناعي يخصص الأورام لفئات مختلفة.
وقال الدكتور فيليب جورميستر من معهد علم الأمراض في (LMU): "نظرًا للكميات الكبيرة من البيانات المعنية، فلا غنى عن استخدام أساليب التعلم الآلي".
وأضاف: "للتعرف على أنماط الأورام بشكل فعلي، كان علينا تقييم عدة آلاف من مواقع المثيلة في دراستنا."
وكشف التحليل أنه يمكن تصنيف سرطانات الجيوب الأنفية غير المتمايزة (SNUCs) إلى 4 مجموعات، والتي تختلف أيضًا من حيث الخصائص الجزيئية الإضافية.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه النتائج ذات صلة إكلينيكية، حيث إن المجموعات المختلفة لها توقعات مختلفة، وعلى أساس الخصائص الجزيئية للمجموعات، قد يكون الباحثون قادرين أيضًا على تطوير مناهج علاجية جديدة مستهدفة في المستقبل.