طور باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتقنية، تقنية جديدة لتحويل نفايات صناعة الألواح الشمسية لصناعة ألواح جديدة.
وتلعب الألواح الشمسية دورًا كبيرًا في حماية البيئة من أخطار التغير المناخي نتيجة قدرتها على توليد طاقة متجددة وبديلة عن الطاقات غير المتجددة والمسببة للانبعاثات الكربونية، وتشكل الألواح الشمسية نسبة 60% من النمو العالمي في الطاقات المتجددة.
تسبب صناعة الألواح الشمسية انبعاثات كربونية ما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري
لكن صناعة الألواح الشمسية ليست صديقة للبيئة بالكامل، إذ تسبب صناعتها انبعاثات كربونية ما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري، فضلًا عن صعوبة الحصول على المواد الخام اللازمة لصناعتها، التي يأتي معظمها من الصين، وضياع ثلثها في عمليات التصنيع.
وقال الباحث مارتن بيلمان، المشارك في الدراسة: "استطعنا إدخال نفايات الألواح في عمليات التصنيع، ما يفسح المجال أمام تأسيس تقنية صناعية جديدة للألواح الشمسية"؛ وفقًا لموقع تك إكسبلور.
وأوضح بيلمان كيفية صناعة الألواح الشمسية، التي تبدأ من معدن الكوارتز المستخدم لصناعة سيليكون عالي النقاوة، ويخضع للقص إلى شرائح بسماكة 0.13 ميلليمتر تصنع منها الألواح الشمسية.
ويتسبب قص الشرائح بإهدار كميات كبيرة من بوردة السيليكون، على الرغم من استخدام أسلاك ألماسية لقص الشرائح، وتبلغ نسبة البودرة السوداء 35% من السيليكون الداخل في صناعة الألواح.
وتتخلص مصانع الألواح الشمسية من البودرة الناتجة عادة، في حين يسعى مشروع "إيكاروس" الجديد إلى إعادة إدخالها في عمليات الإنتاج، واستخدامها لصناعة الألواح الشمسية.
ويجمع الباحثون البودرة من خليط سائل ناتج من عمليات الصناعة، ويحتوي على ملوثات عديدة؛ مثل النيكل والأوكسجين والحديد والألمنيوم، ويطمح الباحثون إلى الاستفادة من النفايات في إنتاج مواد تدخل في تركيب بطاريات السيارات الكهربائية.
وينعكس استثمار النفايات وإعادة تدويرها إيجابًا على البيئة والمناخ، ويحقق الاكتفاء الذاتي للدول من خلال تقليل الحاجة إلى المواد الخام المستوردة من دول أخرى.
ويأمل بيلمان في تقليل اعتماد أوروبا على استيراد السيليكون الخام من الصين، وتأسيس صناعة جديدة خضراء للألواح الشمسية في أوروبا.
ويهدف الباحثون في مشروع "إيكاروس" مستقبلًا إلى إعادة تدوير نفايات الغرافيت كمادة خام لصناعة البطاريات الكهربائية.
