logo
علوم وتقنية

"ديب سيك".. ثورة صامتة تدفع الصين إلى "أول دولة ذكية بالكامل"

شخصية افتراضية لـ"ديب سيك" واستخدام تطبيقاته في الجيش الصينيالمصدر: Techi.com

اعتمدت بكين نظام الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" ليصبح جزءًا من بنية القوة العسكرية  والأمنية على حدٍّ سواء، في خطوة تعكس التحول العميق للصين نحو الحرب  الذكية والدولة الرقابية. 

أخبار ذات علاقة

ديب سيك

ديب سيك الصينية تطلق نموذجا محدثا للذكاء الاصطناعي

وبحسب "جيمس تاون فاونديشن"، فإن هذا التوجه نحو دمج هذا النظام في القوات المسلحة الصينية وقطاعات الأمن العام، يُسلّط الضوء على سعي بكين لتحقيق ما تصفه بالسيادة الحسابية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.

وأشارت وثائق عسكرية إلى أن "ديب سيك" ليس مجرد برنامج واحد، بل إطار متكامل يمكن تطويره تدريجيًا ليغطي كامل سلسلة القيادة والمراقبة والاستخبارات.

ورجّح محللون أن الجيش الصيني يراهن على هذا النظام لتسريع "التحول الذكي" في العمليات العسكرية، من الطائرات المسيّرة إلى وحدات الحرب الإلكترونية، مستفيدًا من قدرة "ديب سيك" على معالجة البيانات المعقدة بكفاءة عالية، وتقليل الحاجة للطاقة الحاسوبية المكلفة.

أخبار ذات علاقة

واجهة تطبيق ديب سيك

خشية التجسس.. تايوان تمنع استخدام تطبيق "ديب سيك" الصيني

غير أن المفاجأة الأكبر تكمن في أن معظم العقود لتطوير أدوات "ديب سيك" للجيش، لم تُمنح للشركات الحكومية، بل للشركات الخاصة مثل Shanxi 100 Trust Information Technology، التي أثبتت قدرتها على الاستجابة السريعة لمتطلبات الجيش، ودمج مكونات محلية مثل معالجات Huawei Kunpeng و Ascend، وهذه الخطوة تؤكد أن الصين تراهن على قوة الابتكار المحلي لتعزيز جاهزية الجيش وتجاوز القيود التقليدية للشركات الحكومية.

وفي السياق المدني، يُستخدم "ديب سيك" في أجهزة الأمن العام والمراقبة، حيث يتم تحويل تحليلات الفيديو والبيانات الضخمة إلى أدوات للتنبؤ بالمخاطر، وتحسين الاستجابة، وتقليل الاعتماد على البشر في المراقبة اليومية، كما بدأت المدن الصينية تجربة "ديب سيك" لكتابة التقارير تلقائيًا وتحليل البيانات المرورية والسلوكية؛ ما يعكس تحولًا نحو نموذج أشبه بـ "توقع الأحداث قبل وقوعها" كما في أفلام الخيال العلمي.

ورغم النجاحات التقنية، يحذر خبراء عسكريون من وجود تحديات حقيقية؛ فبعض نماذج "ديب سيك" الأصغر، تعد أقل قدرة على الاستدلال العميق، وقد تنتج أحيانًا توصيات تكتيكية عالية المخاطر، كما أن الاعتماد على نماذج مفتوحة المصدر يزيد من مخاطر التلاعب والاختراق، لذا، يُوصي المتخصصون بوضع نظام رقابي متعدد الطبقات، يشمل التحقق الفيدرالي، وتتبع بصمات البيانات، والتحقق متعدد العوامل لضمان الأمن والتحكم البشري في العمليات الحرجة.

وفي النهاية، من المؤكد أن تطوير الصين لـ"ديب سيك" ليس مجرد مسعى تقني، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لدمج التكنولوجيا في القوة العسكرية والأمنية، وتعزيز نفوذها عبر بناء منظومة "أمنية ذكية" قادرة على جمع البيانات وتحليلها، واتخاذ القرار بسرعة غير مسبوقة؛ ما يضع العالم أمام واقع جديد من التحولات في موازين القوة العسكرية والأمنية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC