اكتشف باحثون من جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" الأمريكية، تقنية جديدة تحوّل النفايات البلاستيكية إلى مواد فحمية مفيدة للتربة الزراعية.
ويمتاز الفحم بتجميعه للكربون وإمكانية إضافته إلى التربة لتحسين قدرتها على الاحتفاظ بالماء فضلا عن تهويتها، ويتحول في النهاية عند تحلله إلى سماد للتربة، واستطاع الباحثون تحويل النفايات البلاستيكية إلى فحم يمتاز ببنية مسامية تبلغ مساحة سطحها 400 متر مربع لكل غرام من الكتلة.
وتضمنت العملية خلط نوعين شائعين من البلاستيك مع نفايات الذرة وأوراق الشجر وبعض بقايا المنتجات الزراعية، ثم طبخها في ماء مغلي وبدرجة ضغط مرتفعة.
وأعاد الباحثون تدوير مادة "البوليسترين" شائعة الاستخدام في صنع علب التخزين من "الستايروفوم" فضلا عن مادة "بي إي تي" شائعة الاستخدام أيضًا في عبوات المياه الغازية والطبيعية.
واعتمد الباحثون على دراسة سابقة نجحت في تحويل نفايات زراعة الذرة إلى فحم قادر على ترشيح الملوثات من مياه الشرب بنسبة 98%.
وحاول الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة "إيه سي إس أوميجا" تطوير تقنية مشابهة لإدخال النفايات البلاستيكية في صناعة مواد تنقية المياه، لكن نسبة تنقية الفحم الناتج لعينات المياه لم تتجاوز 45%.
وقالت الأستاذة الدكتورة كانديس ليزلي عبد العزيز، المشاركة في الدراسة إنه "من الممكن أن بقايا البلاستيك على سطح الفحم منعت امتصاص المواد الملوثة من المياه، لكن تقنيتنا سمحت بدمج المواد العضوية مع النفايات البلاستيكية لإنتاج فحم حيوي بمساحة سطح واسعة، ما يمكن استثماره في كثير من التطبيقات"؛ وفقا لموقع الجامعة.
وتختلف التقنية الجديدة عن سابقاتها بإدخالها المواد العضوية ضمن إعادة التدوير، ويعمل الفريق حاليا على تحسين التقنية الجديدة للاستفادة منها في القطاع الزراعي.
وتسبب البشر في العقود الأخيرة بأضرار كبيرة على البيئة ونُظمها على اليابسة، وفي المحيطات يتعذر إصلاحها بسبب فقدان السيطرة على النفايات البلاستيكية.
ويستهلك البشر نحو 78 مليون طن من المواد البلاستيكية، وتنتهي نسبة 32% منها في مياهنا، بما يعادل شاحنة نفايات كاملة خلال كل دقيقة.
وتحتاج صناعة المواد البلاستيكية لاستهلاك مواد نفطية واحتراق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، فضلا عن مشكلة النفايات البلاستيكية المقدرة بملايين الأطنان كل عام، وينتهي معظمها في المحيطات والبحار، ويدخل جزء منها في أجسامنا على شكل جزيئات بلاستيكية دقيقة.
ويمكن لإعادة تدوير المواد البلاستيكية أن تصبح حلا رئيسا للحد من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي.