للحد من هيمنة غوغل على سوق البحث المربح، تدرس شركة أبل بجدية إعادة هيكلة متصفح سفاري، مع التركيز هذه المرة على دعمه بالذكاء الاصطناعي. وبحسب التقارير، يعتمد العديد من المعلنين على غوغل في جميع إعلاناتهم على محركات البحث، لأنها عمليًا شركة احتكارية بحصة تقارب 90%.
أدلى إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة أبل، بشهادته في قضية مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد شركة ألفابت، قائلاً إن عمليات البحث على سفاري انخفضت لأول مرة الشهر الماضي، وعزا ذلك إلى تزايد لجوء المستخدمين إلى الذكاء الاصطناعي.
مع العلم أن غوغل هو محرك البحث الافتراضي على متصفح أبل، وهو وضع مرغوب فيه تدفع عنه أبل ما يقارب 20 مليار دولار سنويًا، أي ما يعادل حوالي 36% من عائدات إعلانات البحث التي تُنتجها من خلال متصفح سفاري، وذلك وفقًا لتقديرات المحللين.
وقال كيو إنه يعتقد أن مُزوّدي خدمات البحث بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك OpenAI وPerplexity AI، سيحلون في نهاية المطاف محلّ محركات البحث القياسية مثل غوغل، وإن أبل ستضيفهم كخيارات في سفاري مستقبلا.
قد يُفاقم تدعيم سفاري بالذكاء الاصطناعي الضغط على غوغل، في ظلّ مواجهتها منافسة شرسة من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة مثل OpenAI وPerplexity . وقد أبرمت أبل بالفعل اتفاقية مع OpenAI لتقديم ChatGPT كخيار في سيري، بينما تُحاول غوغل إبرام اتفاقية بحلول منتصف العام لتضمين تقنية Gemini AI في أحدث أجهزة أبل.
يذكر أنه الشهر الماضي، طمأنت غوغل مستثمري التكنولوجيا القلقين بأن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تُعزز عوائد أعمالها الإعلانية الحيوية بعد أن فاقت أرباحها وإيراداتها في الربع الأول من هذا العام كل التوقعات. مع ذلك يقول المحللون إن فقدان الحصرية في أبل ستكون له عواقب وخيمة على غوغل حتى في حال عدم اتخاذ أي إجراءات أخرى.
