تتيح السماعة الطبية الأصلية التي تم اختراعها عام 1816 الاستماع إلى الأصوات الداخلية لجسم المريض.
والآن، بعد 209 سنوات، يبدو أن هذه السماعات ستحصل على ترقية جذرية قد تغير طريقة استخدامها بالكامل.
أجرى فريق بريطاني دراسة باستخدام نسخة حديثة من السماعة الطبية، ووجد أنها قادرة على اكتشاف قصور القلب، وأمراض صمامات القلب، واضطرابات نظم القلب، بشكل فوري تقريبًا.
ويقول الباحثون، إن السماعة الجديدة قد تحدث نقلة نوعية في علاج المرضى، حيث ستسهم في علاجهم بشكل أسرع.
وتستبدل السماعة الطبية الجديدة قطعة الصدر التقليدية بجهاز بحجم بطاقة اللعب تقريبًا، يستخدم ميكروفونًا لتحليل الفروق الدقيقة في ضربات القلب وتدفق الدم التي لا تستطيع الأذن البشرية اكتشافها.
كذلك، يلتقط الجهاز مخطط كهربية القلب، ويسجل الإشارات الكهربائية، ويرسل المعلومات إلى السحابة لتحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي المدرّب على بيانات عشرات الآلاف من المرضى.
أجرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية دراسة شملت أكثر من 12000 شخص خضعوا للفحص باستخدام السماعات الطبية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ثم قورنوا بمرضى من 109 عيادات طبية عامة لم تُستخدم فيها هذه التقنية.
وأفاد الباحثون، بأن اكتشاف قصور القلب كان أعلى بمقدار 2.33 مرة عند الفحص باستخدام السماعة الطبية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
في السياق عينه، كانت أنماط ضربات القلب غير الطبيعية التي لا تظهر عليها أعراض، ولكنها قد تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أكثر قابلية للاكتشاف بمقدار 3.5 مرة باستخدام السماعات الطبية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما كانت أمراض صمام القلب أكثر قابلية للاكتشاف بمقدار 1.9 مرة.
وبحسب الخبراء، هذا مثال رائع على كيفية تطوير سماعة الطبيب البسيطة التي تم اختراعها قبل أكثر من 200 عام، لتواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وأضافوا أن هذه الابتكارات حيوية لأن هذه الحالات غالبًا ما يتم تشخيصها في مرحلة متقدمة، عندما يحضر المرضى إلى المستشفى كحالة طارئة. لكن مع التشخيص المبكر، يمكن للمرضى الحصول على العلاج اللازم لمساعدتهم على العيش بصحة جيدة لفترة أطول.