وزير الخارجية الإسرائيلي: إقامة دولة فلسطينية "من شأنه تعريض أمن إسرائيل للخطر"
ساهم ارتفاع أسعار مشتقات الوقود الأحفوري وتذبذب إمداداته في تعزيز الإقبال على السيارات الكهربائية، إذ شهد العام 2022 ازديادا ملحوظا في إنتاج السيارات الكهربائية، في نقلة نوعية توائم أهداف الحياد الكربوني، الذي تسعى دول كبرى إلى تطبيقه.
ويبدو أن ارتفاع الوعي الشعبي حول العالم بأضرار الوقود الأحفوري، والتوجه الرسمي لحكومات العالم الرامي للتصدي للاحترار العالمي، وضع شركات تصنيع السيارات تحت ضغوطات عدة؛ فإما أن تنضم إلى السباق أو تخاطر بالتخلف عن نظرائها.
المُفضلة للمستهلكين والبيئة
ووضعت وكالة حماية البيئة الأمريكية، منتصف العام 2022، تصنيفا للسيارات الكهربائية المتوفرة؛ وفقًا لأطول مسافة تقطعها.
وجاءت في المقدمة سيارة "لوسيد إير دريم" من شركة "لوسيد موتورز" الناشئة في كاليفورنيا، بقيمة 169 ألف دولار، وبلغ مدى سيرها في كل مرة شحن 837 كيلو مترا.
وحلت سيارة "تسلا إس" في المرتبة الثانية بمسافة 652 كيلو مترا، وتستطيع الوصول إلى سرعة 97 كيلو مترا في الساعة خلال ثانيتين، وتبلغ قيمتها 105 آلاف دولار.
وفي المرتبة الثالثة، تأتي سيارة "تسلا 3" وتستطيع السير لمسافة 617 كيلو مترا في كل مرة شحن، وقيمتها 58 ألف دولار.
وحازت شركة "مرسيديس بنز" على المرتبة الرابعة، وتستطيع سيارتها المرفهة "مرسيدس بنز إي كيو إس 450+" قطع مسافة 563 كيلو مترا في الشحنة الواحدة، وقيمتها 102 ألف دولار.
وتتضمن القائمة أيضا سيارات "تسلا إكس" بقيمة 121 ألف دولار، وطراز "واي" بقيمة 66 ألف دولار، وسيارة "هامر إي في" التابعة لشركة "جي إم سي" بقيمة 112.6 ألف دولار، وسيارة "بي إم دبليو آي إكس" بقيمة 84 ألف دولار، وسيارة "فورد لايتنينغ" وسعرها 72.5 ألف دولار.
وحلت "تسلا" في مقدمة المركبات المراعية للبيئة بسيارتها من طراز "3"، وتبعها سيارة "لوسيد إير"، فسيارة "تسلا" طراز "إس"، ثم سيارات "شيفروليه" و"هيونداي" و"كيا".
تطور ملحوظ
وقبل 10 أعوام، كان طراز السيارات الكهربائية محدودا جدا، وكانت شبكات شحن البطاريات غير منتشرة كما هو الحال في الوقت الراهن، أما السيارات الكهربائية العصرية فأصبحت تسير لمسافات طويلة في كل مرة شحن، فضلا عن الزيادة الكبيرة في سرعة شحنها.
وأتاح ذلك للمستخدمين خيارات عديدة، وفقا لقدرتهم الشرائية وتفضيلاتهم الشخصية، وتنوعت بين سيارات فارهة مرتفعة السعر وسيارات بمواصفات متوسطة وأسعار مقبولة.
وشهد العالم زيادة حجم سوق صناعة السيارات الكهربائية أيضا، من شركات مصنعة لقطع السيارات والبطاريات وشركات تمديد شبكات الشحن، وساعد كل ذلك على نمو نسب اقتناء السيارات الكهربائية في أنحاء العالم، وتشجيع الاستثمار في قطاع صناعتها.
أرقام غير مسبوقة
وفي شهر تموز/يوليو الماضي، وصلت حصة السيارات الكهربائية في النرويج إلى 71% من سوق السيارات، فيما بلغت حصة السيارات الهجينة نسبة 12%.
أما ألمانيا الدولة الأكثر تصنيعا للسيارات في أوروبا، فقد بلغت النسبة فيها 25%، بينما في الصين حقق سوق السيارات الكهربائية نسبة 28% في حزيران/ يونيو 2022.
وفي الولايات المتحدة كانت النسبة أقل من ذلك، رغم أنها بلغت رقما مرتفعا في تاريخها بنسبة 5% لمبيعات السيارات الكهربائية، وكانت من بين 19 دولة صنفها موقع "بلومبيرغ" على أنها أعلى الدول مبيعا للسيارات الكهربائية.
وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، حققت مبيعات السيارات الكهربائية في العالم رقما قياسيا، وبلغت نسبة مبيعاتها 12%.
نسخ كهربائية لسيارات كلاسيكية
وشهد العام الحالي عودة سيارات كلاسيكية إلى الأسواق بنسخ كهربائية، إذ بدأت كبريات شركات صناعة السيارات صاحبة الإرث الطويل في عالم السيارات الكلاسيكية، بإطلاق نسخ كهربائية من سياراتها القديمة.
ومن ضمن السيارات الكلاسيكية التي حولتها الشركات إلى كهربائية، سيارة "دودج تشارجر ديتونا إس آر تي"، وشاحنة "آي دي باز" من فولكسفاغن، و"بيك آب إف 150 لايتنينغ" من فورد.
وتسوّق الشركات أيضا لنسخ كهربائية من سيارات "موستانغ ماش إي" من فورد، و"هامر" من جنرال موتورز، و"إي كيو في" من مرسيدس بنز، و"تايكان" من بورشه، و"ميني كوبر" الأمريكية، و"آي بيس" من جاغوار.
بنى تحتية
وعلى الرغم من تزايد إنتاج السيارات الكهربائية، تركزت شكوى السائقين حول ضعف البنى التحتية ومشكلات الشحن، نظرا لمحدودية مجال سيرها، فمحطات شحنها قليلة ومتباعدة عن بعضها، ويتطلب شحن بطارية الليثيوم الأيونية في السيارة ساعات عدة؛ ما يجعلها غير عملية للرحلات الطويلة.
وللتغلب على تلك العقبة، طورت المؤسسات والشركات حلولا غير مسبوقة؛ نذكر منها تطوير شركة "سولار بوتانيك" البريطانية لشجرة تعمل بتقنية "النانو" لتوليد الطاقة من أشعة الشمس وتوفير الشحن للسيارات الكهربائية.
وأطلقت السلطات الألمانية، منتصف العام 2022، مشروعا لشحن السيارات الكهربائية من أعمدة إنارة الشوارع، وبدأت بتركيب أول 200 عمود إضاءة في شوارع الأحياء الخارجية من مدينة برلين.
وكشف باحثون في الولايات المتحدة، في شهر يونيو/حزيران 2022، عن مشروع يسمح للمركبات الكهربائية بالشحن من بعضها أثناء تنقلها على الطرقات، من خلال مطابقتها مع نظام تحكم سحابي دون الحاجة للتوقف.
وفي شهر يوليو/تموز الماضي، أعلن باحثون من جامعة "بوردو" الأمريكية عن تطوير تقنية لشحن السيارات الكهربائية عند سيرها على رصيف إسمنتي ممغنط طورته شركة ألمانية ناشئة، على غرار آلية عمل أجهزة الشحن اللاسلكية المستخدمة في المنازل.
وطورت شركة "هوندا" اليابانية بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الشركات الصناعية، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، تقنية غير مسبوقة لتبديل البطاريات؛ ما قد يمثل حلا جذريا لمشكلة شحن المركبات الكهربائية، وبشكل خاص في مناطق تفتقر للبنى التحتية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حصلت سيارة شركة "نيسان" اليابانية من طراز "ليف" على الموافقة لبيع الشحن الكهربائي للسيارات الأخرى في الطرقات.
جهود عربية
ولم يكن العالم العربي بعيدا عن مجاراة التوجه العالمي الجديد؛ وفي هذا الإطار إعلنت مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) في سبتمبر/أيلول 2022، عن عزم إمارة أبوظبي تشييد منشأة لتجميع السيارات الكهربائية بطاقة إنتاجية تُقدر بآلاف السيارات سنويا.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، في شهر مايو/أيار 2022، عن عزمها إطلاق مصنع لتجميع السيارات الكهربائية في أراضيها، بالتعاون مع شركة "لوسيد موتورز" الأمريكية، ليصبح واحدا من ثلاثة مصانع مشابهة في المملكة.
سمة العصر
وتتنافس الشركات العالمية على ولوج عالم الطاقة النظيفة في ظل تحديات مناخية تعصف بالكوكب.
وإلى جانب الأهداف البيئية، تسعى الشركات العالمية إلى الاستفادة القصوى من سمة العصر الحالية، وتوجه المستهلكين نحو المحافظة على البيئة، وتوسيع شريحة الجمهور المستهدف من خلال إضافة السيارات الصديقة للبيئة إلى قائمة الأنواع المُنتَجة في كل شركة، ومنافسة الشركات الأخرى.