تمثل السيارات ذاتية القيادة، التي تستخدم تقنيات متقدمة لاستشعار البيئة المحيطة والتنقل دون تدخل بشري، أحد أكثر التطورات التحويلية في تكنولوجيا النقل.
وبالمقارنة مع المركبات التي يقودها البشر، توفر السيارات ذاتية القيادة العديد من الفوائد المحتملة، بما في ذلك خفض معدلات الحوادث المميتة، تحسين كفاءة استهلاك الوقود، تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الحد من الازدحام المروري، استغلال الوقت للقيام بأنشطة أخرى غير القيادة، وتوفير خدمات التنقل للأشخاص الذين يعانون محدودية الحركة، مثل كبار السن والأفراد ذوي الإعاقة.
مما لا شك فيه أن التصور العام السلبي للسيارات ذاتية القيادة قد تشكل بسبب الحوادث البارزة التي تورطت فيها، مما أثار قلق الملايين.
وهذا يدل على أن الأنظمة الناشئة ما زالت بعيدة عن الانتشار الواسع على الطرقات، وأن الكثير من الناس لا يرغبون في التنقل أو حتى مشاركة الطريق مع سيارة ذاتية القيادة بالكامل.
وأظهرت الاستطلاعات أن أكثر من 60% من السائقين يشعرون بالخوف من السيارات ذاتية القيادة، وهو رقم يعكس المخاوف الحقيقية لدى الناس.
بل إن الأمر في بعض الحالات وصل حدّ وقوع احتجاجات عند إطلاق السيارات ذاتية القيادة على الطرقات؛ بسبب التشكيك بالمزايا شبه المستقلة، مثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ ومساعدة الحفاظ على المسار.
في المقابل، صرّح 25% من السائقين أنهم ما زالوا غير متأكدين من السيارات ذاتية القيادة، بينما عبّر 9% فقط عن ثقتهم بها. وعلى الرغم من التردد المتزايد، أبدى العديد من السائقين آراء إيجابية بشأن بعض عناصر الأنظمة الآلية، مثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ والتحكم التكيفي في ثبات السرعة.
سواء كان ذلك بسبب المخاطر المحتملة على الطرق، فإن الناس يخشون مستقبلًا يتضمن سيارات دون سائق.
ولتقليص فجوة الثقة، يجب على المصنّعين العمل على إنتاج سيارات ذاتية القيادة خالية من العيوب، وتحسين مستوى الشفافية، ووضع قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق باستخدام هذا النوع من السيارات على الطرقات.
كل هذا من شأنه أن يُسهم في تحقيق الوعد الكبير للسيارات ذاتية القيادة، المتمثل في جعل النقل أكثر أمانًا وسهولة في الوصول للجميع.